بصراحة يوماً بعد آخر يُكتشف أن فريق الأهلي لا يمكن أن يعول عليه أو أنه يملك لاعبين ذوي إمكانيات تحقق طموح جمهوره، والحقيقة التي يجب أن يدركه الأهلاويون قبل غيرهم أن الجميع يعمل حسب إستراتيجية قد تكون غير واضحة، ولكن تكون مجدية أحياناً وتستطيع من خلالها أن تصل إلى الأهلاويين معتقدين ومخدوعين بأن لديهم عناصر ولاعبين يستطيعون أن يحققوا طموحاتهم، وهذا غير صحيح، فرغم نقد اللاعبين وكثرة التعاقد مع المدربين إلا أن الفريق لم يستطع أن ينهض أو يحقق أي بطولة منذ مواسم عدة باستثناء بطولة كأس الملك قبل موسمين من أمام النصر، ولو كان النصر في يومه لما حققها الأهلي.
والمشكلة الأكبر هي الإعلام الأهلاوي أو بعض إعلاميي الفريق الأهلاوي الذين أطلقوا كذبة وصدقوها أن لديهم فريقاً، وأعتقدوا أن ضخ المال هو المفتاح الوحيد لعودة التوهج متناسين أن المال بدون فكر لا يمكن أن يصنع أي منجز، وهذه معضلة الأهلي الحقيقية أن سقف الطموح عال جداً بدون تفكير أو تميز، أن طموحهم وتطلعاتهم أكبر من إمكاناتهم وبكثير مما يمتلكون من عناصر ولاعبين وفكر يستطيعون من خلاله مجاراة الآخرين، ولن يتمكن الأهلي من مجاراة الكبار والاستمرار معهم إلا أن يتخلص من فكرة الرأي الواحد وأعطى إنجاز الخبز لخباره حتى ولو أكل نصفه.
إدارة النصر بلا ضغوط
جاء تجديد الثقة بسمو رئيس نادي النصر وإدارته لمدة أربع سنوات جديدة ولأربعة أعوام قادمة لأسباب عدة، وقد يكون السبب الرئيس والغريب في الوقت نفسه هو عدم وجود أي مرشح آخر أو منافس ولو بالكلام، أما السبب الآخر وهو عطفاً على ما تحقق من منجز غاب لسنوات بل لعقود من الزمن وخصوصاً كأس ولي العهد، إضافة لبطولة الدوري بعد 15 عاماً يعود من جديد. وأعتقد أن هذه الثقة ستكون أكثر رسوخاً ونضجاً بعدما حققت هاتين البطولتين ومن خلالها أزالت بل قد أقول تلاشت جميع الضغوط والاحتقان بعد ما حقق ما لم يحققه الكثيرون، وهذه الثقة يجب أن تستمر وأن تعمل الإدارة على ترسيخ مفاهيم العمل لمزيد من البطولات والسعي للوصول للبطولات القارية ومن ثم العالمية ورفع سقف الطموح، لأن أصعب ما على أي إدارة تعمل هو المحافظة على الوصول للقمة وليس كيف وصل، ورغم ما حدث من تغيرات إدارية أو فنية أو استقطاب لاعبين وإبعاد أي لاعب فالأهم اليوم هو حل المشكلات المالية العالقة والتي قد تقف حجرة عثرة في طريق العمل إضافة إلى سياسة مالية متزنة وعدم المجازفة في توقيع العقود وتتطلع الجماهير النصراوية إلى رؤية لاعبين غير سعوديين متميزين وقادرين على مساعدة المجموعة بما يتحقق تطلعات الجماهير والشارع الرياضي عامة، فالاستحقاقات القادمة مهمة جداً وتتطلب عملاً جباراً ومنظماً والابتعاد عن العمل العشوائي والذي لم يجن منه إلا إهدار المال ومضيعة الوقت وسوء في النتائج.
نقاط للتأمل
* مبروك لفريقي الاتحاد والهلال فوزهما آسيوياً، فقد فازا في مباراة الذهاب بكل جدارة واستحقاق.
* كان كل شيء جميلاً في حفل افتتاح الجوهرة والحضور الجماهيري المميز، ولم يعكر أجواء اللقاء سوى ما قام به بعض الجماهير من رمي القوارير والعلب الفارغة على رئيس الشباب داخل الملعب في منظر غير حضاري أبداً.
* أخيراً توقفت قطار الجبرين في محطة النصر، والسؤال المطروح هل يقدم الجبرين مع فريقه الجديد ما يوازي هذه الضجة والأخذ والعطاء والتنافس والغرامات التي ذهب ضحيتها أطراف عدة؟
* أين تقف لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي من الأحداث المؤسفة التي حدثت في المباراة الختامية على كأس الملك من إعدام للممتلكات وكسر الأبواب ورمي العلب داخل الملعب.
* حصلت المصالحة نعم وهذا على المستوى الشخصي ولكن أين تطبيق العقوبة وسريان مفعولها أم أن اللجنة لا تستطيع فرض قراراتها ومتابعتها؟!
* عدم زيادة فريق دوري المحترفين قرار صائب وموفق، فلا يجب أن تحضر العاطفة والتاريخ حسب الفريق الهابط، فمن يعمل ليس كمن لا يعمل ويبحث عن الشفقة في الأخير.
* هل كان لحضور رئيس نادي الهلال دور في ارتفاع معنويات لاعبي الفريق وهل هم بحاجة إلى الوقوف بجانبهم أكثر من الأول، أعتقد ذلك.
* أكثر خبر أسعدني هو التعاقد مع مدرب الاتحاد السابق (كانيدا) من قبل الإدارة النصراوية لأضمن عدم استمرار اللاعب منتهي الصلاحية.
* لن يضيف اللاعب أحمد الفريدي أي جديد لنادي النصر أو لتاريخه الشخصي ما لم يغير بعضاً من قناعاته التي تنتفي مع عالم الاحتراف.
خاتمة:
لم أر أجمل من شخص رأى جميع عيوبي وما زال يحبني.
ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دئماً نلتقي.