النهضة العمرانية والسكانية وتكامل البنية التحتية في تنومة يجب أن تبدأ بالنهضة الفكرية والعلمية والأدبية والإبداعية، إذ انه بالفكر والعلم والثقافة تبني الأمم آمالها وتطلعاتها، ونحن في تنومة نعيش عصرا ذهبيا يجب أن نستغله أفضل استغلال، حيث يوجد لدينا ما لا يوجد للمحافظات والمدن المجاورة، اقصد من النواحي الفكرية بفضل المولى ثم بفضل تعاون وتكاتف المخلصين من أبناء تنومة.. وان كنا لازلنا بحاجة إلى كثير من الآمال نتطلع إلى تحقيقها - بإذن الله -.. ثم إن تنومة تشهد حراكاً ثقافياً واجتماعياً وأدبياً يتابعه ويسانده ويقوم عليه المبدعون من أبنائها، ويأتي في مقدمة هؤلاء المبدعين الدكتور/ عبد الله محمد أبو داهش، والدكتور/ علي بن فايز الجحني، اللذان خصصا جائزتين لخدمة البحوث التاريخية والأخرى للتميز والإبداع والتفوق.. وهذا بحد ذاته عمل مثمر يهدف إلى النهوض بتنومة فكرياً وثقافياً واجتماعياً، وهو ما تصبو إليه كل المجتمعات المسلمة السليمة المتنورة، لكن ومن خلال المعطيات الماضية حول الجائزتين تبين وبشكل لافت للنظر تكاسل أبناء المحافظة من المعلمين والأساتذة وطلاب العلم والمشرفين التربويين وأهل الثقافة العامة عن المشاركة في هاتين الجائزتين.
وقد حاولت أن أشارك فيها لأشعل شمعة الحماس مع الشباب، فنحن الشيبان استهلكنا بما فيه الكفاية، وكنت أتمنى أن أرى المنافسة بين الشباب والمعلمين والمثقفين من أبناء المحافظة للحصول على مراتب هذه الجوائز وتسطير بحوثها ومحاولة الوصول إليها بالطرق السليمة التي تؤدي إلى المنافسات الشريفة التي تزيدهم ثقافة وعلماً وأدباً وخدمة للمجتمع وتفاعلاً مع الحراك الاجتماعي الثقافي الذي يزيد المحافظة مكانة وهيبة.
ما رأيته وسمعته وشاهدته من المشاركات السابقة ليس على المستوى المأمول، تجاهل غريب لأهمية هاتين المناسبتين التي اعتبرهما ضروريتين للحياة الثقافية بدل أن نتسابق في أمور أخرى لا تثري الفكر ولا تقدم أي إنتاج مثمر.
الاستاذ الدكتور/ علي بن فايز الجحني، يتابع المتميزين والمتفوقين من الطلاب ومواطني تنومة في مجالات مجتمعية متعددة تدعو كل الأهالي للعمل المثمر لخدمة تنومة وأهلها ولتفوقهم الشخصي، وبرهان على ما يمثله الشخص من مواهب وقدرات وما يقدمه لخدمة محافظته في كل المجالات للحصول على هذه الجائزة ونقدر له هذا العمل وهذه الجائزة، ونرغب في أن ننتقي المبدعين في المدارس من طلاب وأساتذة وكذلك من يقوم بأعمال مثمرة لخدمة تنومة، أما استاذنا الدكتور/ عبد الله أبو داهش فخصص جائزته لخدمة البحوث التاريخية في جنوب المملكة، وهو ما كنا بحاجة إليه حيث هنالك العديد من الأحداث والمناسبات التاريخية لم تدون تاريخيا بالشكل الصحيح، وتحتاج إلى مزيد من البحوث في هذا المجال وان يكون الباحثون جادين كل الجد في استقصاء كل شاردة وواردة تهم هذه المنطقة وتاريخها، وهذه الجائزة خدمة لتاريخنا بشكل عام وتاريخ جنوب الجزيرة بشكل خاص وإضافة رائدة للبحوث والدراسات بشكل عام وتاريخ جنوب الجزيرة بشكل خاص وإضافة رائدة للبحوث والدراسات بشكل عام يستفيد من عطاءاتها كل الدارسين والباحثين.. لذلك أدعو جميع أبناء تنومة للمشاركة الفعالة في مجال الجائزتين والتفاعل معهما، ونرحب بالمشاركين من خارج المحافظة، لكن كما يقول المثل المشهور عند أهالي تنومة (ودنا ببارودنا يقعد في معفانا) فنحن أولى، وشكرا للقائمين على هذه الأعمال لأنها أعمال خالدة وتثري الفكر وتشجع على العمل المثمر وتساعد في بناء المجتمعات المتنورة، وتجعل منها أمماً ومجتمعات راقية تسعى إلى ريادة العلم والتجاوب مع أهله والتحلي بكل فضيلة.. ونطلب من القائمين عليهما الاستمرار في هذا العطاء وكثر الله خيرهم وأمثالهم وجزاهم الله عنا جميعا خير الجزاء.