استبشر الوسط الرياضي في لجنة الاحتراف خيراً واعتقد المتابعون أن لجنة الاحتراف بعد بداية عملها الرائع بأنها لجنة مستقلة لا ترضخ للضغوطات وبمنأى عن المجاملات والانتقائية في القرارات، ولكن أبت اللجنة وبعد أشهر قليلة على تشكيلها إلا أن تكشف عن وجهها الآخر وتصدم الرياضيين بواقعها المرير، وأنها مجرد نسخة كربونية من لجنتي التحكيم والانضباط في المجاملة والتباين في المعاملة بين الأندية بعد أن خذلت لجنة الاحتراف جميع من راهن عليها وفشلت في التعامل مع (أخطر) قضية احتراف واجهتها الرياضة السعودية عندما تغاضت عن (لب) القضية وعنوانها الرئيسي وهو تمرد اللاعب عبدالعزيز الجبرين على ناديه الرائد وأصدرت عدة قرارات شكلية في ظاهرها وضعيفة في مضمونها، وكالعادة جاءت كلها في صالح المتطفل على القضية نادي النصر!!.. لن أتحدث عن حيثيات القرارات التي اتخذت فيها لجنة الاحتراف مبدأ (قاربوا وسددوا) وساوت بها بين الجاني والمجني عليه، ولن أتطرق إلى قانونية الإجراءات والاختلاف في التعاطي بين ما قام به رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان ببث القرار في حسابه على تويتر قبل وصوله للأندية وأعلن على أثره نادي النصر عن التوقيع مع اللاعب عبدالعزيز الجبرين وبين ما فعله أمين عام لجنة الرقابة على المنشطات السابق الأستاذ بدر السعيد الذي (أُجبر) على الاستقالة بعد أن غرد بإيقاف لاعب النصر احمد عباس بسبب تعاطيه المنشطات قبل وصول القرار إلى نادي النصر لأننا ببساطة نحن في زمن (يُباح للنصر ما لا يُباح لغيره)!!.. وأعود إلى ما يعنيني في قضية عبدالعزيز الجبرين الخطيرة التي استطاعت لجنة الاحتراف أن تتنصل منها وتتهرب من مواجهة حقيقتها وهو (تمرد) اللاعب عبدالعزيز الجبرين على ناديه الرائد الذي اشتكى منه وصرح به رئيس نادي الرائد الأستاذ عبدالعزيز المسلم صراحة لوسائل الإعلام عن تعمد هروب (وتغييب) لاعبهم عن تدريبات ومباريات فريقه حتى في المشاركات الخارجية لناديه وتكتفي بغرامة مالية على اللاعب قدرها (300) ألف ريال فقط بسبب تصاريحه الإعلامية وتغض الطرف عن تهربه وتمرده على ناديه الذي لا يحتاج إلى تحقيق أو (أوراق ثبوتية) لأن الجميع شاهد عليه إلا رئيس لجنة الاحتراف وأعضائها الذين أخفقوا في أول اختبار حقيقي لهم في مواجهة ومجابهة التجاوز الصريح والخطير في نظام الاحتراف الذي يحرض على تمرد اللاعبين على أنديتهم وفشلوا في التصدي وإقاف قانون الغاب وفرد العضلات على الأندية (الضعيفة) وأزعم أن لجنة الاحتراف بتعاملها السلبي وقرارها الضعيف تجاه تصرف عبدالعزيز الجبرين غير الاحترافي قد فتحت بابا واسعاً لتهرب اللاعبين من أنديتهم لأن أقصى عقوبة قد تلحقهم هي غرامة مالية إلا إذا كان هذا القرار الضعيف وهذه المجاملة في العقوبة هي خاصة بنادي النصر فقط!!.. وبالمناسبة حرصت لجنة الاحتراف الحالية بعد تشكيلها على سد الثغرة القانونية والقضاء على ما يسمى (الكبري) عندما ألزمت اللاعبين السعوديين الهواة الذين يحترفون خارجياً (بالعودة) لأنديتهم ما لم يكمل عامين في احترافه الخارجي وقد أشاد الجميع بتلك الخطوة، ولكن السؤال ما هو الفرق بين الكبري الذي قضت عليه لجنة الاحتراف وبين التمرد و الهروب من تمثيل النادي كما فعل عبدالعزيز الجبرين مع نادي الرائد الذي باركته وأيدته لجنة الاحتراف ولاسيما أن كلتا الحالتين متشابهتين في النتيجة ومختلفتين في الطريقة؟!!.. باختصاركان المنتظر من لجنة الاحتراف أن تتحلى بالشجاعة والقوة وتتعامل مع قضية عبدالعزيز الجبرين بصورتها الحقيقية وتتخذ حيالها القرارات الصارمة التي تحفظ أنظمتها ولوائحها من (العبث) ولا تختلق قضية أخرى هامشية لكي تتهرب من مواجهة التجاوزات النصراوية في القضية!!.. على كل حال أزعم أن لجان الاتحاد السعودي جاملوا نادي النصر بما فيه الكفاية (داخل وخارج) الملعب حتى تحقق لهم ما أرادوه وسعوا إليه ولكن أن تمتد المجاملة وفرض الوصاية حتى على لجنة الاحتراف التي تخلت عن أهدافها وغيرت في أنظمتها وتناقضت في لوائحها وجاملت في قراراتها من أجل النصر فأقول كفاية عبث هذا كثير!!.
نقاط سريعة:
** ينتظر الهلاليون مباراة الرد أمام فريق بونيودكور الاوزبكي يوم الأربعاء القادم على أرضهم وبين جماهيرهم وهم يمنون النفس بأن يكرر فريقهم نتيجة الذهاب ويتأهل إلى دور الـ(8) في البطولة الآسيوية وينقذ موسمهم من الفشل!.
** أخشى على الهلال في مباراته القادمة من الإفراط في الثقة الواضحة بين جماهيره التي ربما تتغلغل إلى نفوس لاعبي الهلال فيتأثر ويعاني الفريق عند حدوث أي نتيجة عكسية لا سمح الله خلال مجريات المباراة!!.
** انتظر الوسط الرياضي حل لجنتي الانضباط والتحكيم فإذا بالاتحاد السعودي يصدر قرارا اقل ما يقال عنه انه استخفاف بالعقول وهو تشكيل لجنة من (أعضاء) الاتحاد وأسندت لها مهمة تقييم ودراسة أداء لجان الاتحاد السعودي خلال الموسم!!.
** حضور عضو شرف نادي الشباب الخبير الأمير خالد بن سعد في الوقت المناسب ووقوفه في صف رئيس نادي الشباب ضد الاستقصاد الفاضح له ولناديه من لجنة الانضباط كان له الأثر الواضح في نفوس الشبابيين.
** لجنة الاستئناف وخلال أشهر معدودة عرت وكشفت سوء عمل لجنة الانضباط بما فيه الكفاية!!.