تداعت إلي صور تتراكض واحدة تلو الأخرى لقسم الطالبات في جامعة الرياض –سعود مذ كنت طالبة أتلقى دراساتي في كلية الآداب, قسم اللغة العربية على أيدي أسماء كبيرة أعتز بها شكري عياد, أحمد الضبيب, حسن الشاذلي فرهود, مصطفى هدارة, عبدالعزيز الفدا، محمد الشامخ، محمد الصباغ, عزت خطاب, منصور الحازمي، أحمد كمال زكي، وغيرهم ممن أثرى خبراتنا، وفتح أبوابا مغلقة لم يكن في وسع المكتبة الجامعية، ولا مكتبات المدينة أن تتلافى شروع بواباتها على مصراعيها..
كنا أربع طالبات، وكان المكان لا مكان, والزمن نكتنفه بالطموح،وتغطيه فينا الحماسة, وتشغله الرغبات تؤزنا،نكتب في كل شيء, وندرس كل التفاصيل, ونفكرفي كل اتجاه, ونتفاعل مع كل المحيطات, ونثير الجدل، ولا نقبل بالقليل, و... و..ثم أصبحنا في مكانهن, اتسع المكان معنا وبنا,وتبدل الزمان،وزيد العدد، وكبرت جامعة الملك سعود على أكتافنا.. حملناها بحب،وحدب،وتفان، وإيثار..
نتذكرها في كل نفس، وننسى أنفسنا مع كل زفرة..
تداعت هذه الجامعة في ذاكرتي وحسي, وأنا طالبة أركض من أجل أسئلة تعمرني, إلى عميدة أقف لكل إجابة تعمِّرُ أسئلتُها صدورَهن..
هذه الجامعة التي كبرت بنا, وكبرنا معها.., وهاهي لا تزال تكبر.., وتنبض لنا فيها بهجة الإثمار..
الأيام الماضية،عندما نزل صوت عميدة مركز الطالبات الدكتورة «بنية الرشيد» في أذني باختيارها والمسؤولات معها لي لأن أقوم بتخريج طالبات كلية التربية في الجامعة لهذا العام، نزلت لفائف أسطوانات الذاكرة تترى انفراجا عن تاريخ عقود طالت فيها الكليات وامتدت الخطوات, وتكاثفت فيها أعداد الخريجات بعد أن كن يحسبن بعدد في أصابع الكف الواحدة, إلى أكثر قليلا, فاطراد لا يتوقف سيل عدده, وتمييزه, ومعها جاش بي حنين عميق لتلك الرحلة الطويلة التي نحصد الآن ثمارها,وسيفعلن بجهود كوكبة من المخلصات، الساهرات..
مع أنني اعتذرت لها بتقدير كبير, قد كنت ممتلئة بالامتنان لهذا الوفاء..
فبنية الرشيد ليست المرة الأولى التي فيها يكبر وفاؤها، وترسخ في النفس وضاءتُها..
لذا أخصها بهذه السطور..
أهنئها في البدء، هذه العميدة الشابة الطامحة الذكية الدكتورة بنية الرشيد بتخريج طالبات مركز الدراسات الجامعية لأقسام العلوم الإنسانية, ووكيلات كليات المركز، وكل من يقفن بحب وحدب على مسار التعليم الجامعي بمراحله،وتخصصاته في جامعة الملك سعود..
ولطالباتنا العزيزات الطامحات, وللزميلات أعضاء هيئة التدريس، وكل من تتنفس بين جدران هذا الصرح الكبير.. والتهنئة أيضا للأقسام العلمية عميدة،ووكيلات، ومسؤولات،وأعضاء هيئة تدرس, وطالبات..
ولقد تركت هناك كثيرا من ذرات الأنفاس،وبصمات المسير..وأمانة الرحلة بكل جوانبها وتفاصيلها..
وأحسب أنها تنمو بود.., ونبع..!!