نزاهة .. والمنافذ الحدودية البرية

ترى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» ان المنافذ البرية الحدودية للمملكة تعاني من الازدحام ومن سوء الخدمات وأنها لا تليق بالسعودية. وأوردت الهيئة جوانب مفصلة من القصور، بما في ذلك عدم انضباط بعض العاملين في المنافذ وتهالك البنية الأساسية في بعض المواقع، وغير ذلك من جوانب القصور. ومع الشكر والتقدير لـ»نزاهة»، فإن هذه المعلومات ليست جديدة. كل من سافر عبر هذه المنافذ يعرف جيداً أنها سيئة وتعاني من الازدحام الشديد والفوضى ولا تليق - كما تقول نزاهة - بالسعودية. ليس ذلك فقط، بل إن كل من سافر عبر هذه المنافذ، وخصوصاً إلى دول مجلس التعاون الخليجي، يعلم أن حالة هذه المنافذ مخجلة عند المقارنة مع المنافذ في تلك الدول، وهي مقارنة لابد منها لأن المسافر من وإلى المملكة يمر بمنافذ الدول الخليجية التي تشترك معنا في الوفرة المالية والقدرة على الصرف.لكن المشكلة، بالطبع، ليست في القدرة على الصرف وتوفير الميزانيات الكافية لإصلاح البنية الأساسية للمنافذ وزيادة عدد الموظفين وتدريبهم، وإنما في الطريقة التي تعمل بها الجهات المعنية ذات العلاقة.

ولسوء الحظ، فإن «نزاهة» ذكرت بأنها ستحيل الأمر إلى «الجهات المعنية»! فهل الجهات المعنية لا تعلم بالأمر؟ وكيف تكون «جهات معنية» إذا كانت لا تعلم بالأمر خصوصاً أن الحال هي من السوء بحيث وصلت إلى درجة لا تليق بسمعة السعودية حسب تقرير «نزاهة»!! مشكلة المنافذ الحدودية مزمنة وليست عارضة، ولذلك لا أتصور أبداً أنها خافية على «الجهات المعنية»، فمما لاشك فيه أن العاملين في تلك «الجهات المعنية» يسافرون من حين لآخر ويعبرون هذه المنافذ إلى منافذ أخرى «لائقة» تتبع دولاً أخرى من شقيقاتنا الخليجيات. أفلم يخطر في بالهم ذات سفرة أن يقارنوا أحوال منافذنا البرية بمنافذ الدول الشقيقة؟ وإذا كانوا لم يسافروا عبر هذه المنافذ ولا يعرفون أحوالها فإنني لا أدري ماذا يعرفون؟!. مرة أخرى: كل الشكر والتقدير للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» على تقريرها الذي كان معروفاً للناس بالطريقة الصعبة وهي المعاناة الشخصية الميدانية حتى دون أن يطلعوا على أي تقارير ورقية، لكن المواطن والمقيم وكل عابر لمنافذنا البرية الحدودية يتمنون أن يكون لـ»نزاهة» دورٌ أكبر في إصلاح الحال. كيف؟ لا أدري، ربما تكون «نزاهة» هي «الأبخص».