أصاب (الكورونا) البعض منا بالهلع وهذا أمر طبيعي، وحشدنا له كل الإمكانات وهذا طبيعي أيضاً.
لكن نسينا ما هو أعظم فتكاً بنا طوال العقود الماضية!
تلك هي مآسي الطرق واقرؤوا آخر إحصائيات رسمية مخيفة ومروعة:
- حوادث المرور تحصد كل يوم (17) نفساً طيبة، أي بالعام الواحد يغادرنا (7153) سبعة آلاف ومائة وثلاثة وخمسون عزيزاً وعزيزة.
- في العام الواحد (68) ألف مصاب ومعاق.
- بلغ عدد المنومين في سنة واحدة (86) ألف إنسان.
- وعدد الأسرّة المشغولة بالمستشفيات بسبب حوادث المرور (30) سريراً من كل (100) سرير، في ظل قلة الأسرّة وكثرة المرضى المحتاجين لها.
- وأخيراً خسارة اقتصادنا الوطني سنوياً (13) مليار ريال!!
الأرقام مهولة ومروعة جداً.
ويزداد الألم عندما نرى حوادث الطرق تفني أسرة كاملة، وتحصد أحياناً من عائلة واحدة عدداً من فلذات أكبادها كما رأينا وتألمنا طوال السنين الماضية.
كم من بيوت مكلومة.
وكم من أمهات يشربن الحزن.
وكم من آباء يكابدون الألم.
وذلك بسبب هذه الحوادث القاتلة
أسألكم بعد هذا
هل تقاس مآسي حوادث المرور بأي داء أو وباء
نعم هل تقاس مخرجات الحوادث المرورية الدامية بداء الكورونا أو غيره.
لقد حشدنا للكورونا كل الاهتمام ولا ضير بذلك لكن ماذا عملنا لحوادث المرور التي تزداد مآسيها وتناثر دماؤها؟
السؤال النابت كجرح
لماذا حوادث المرور تزداد لدينا وتنقص لدى كثير من الدول وبخاصة المتقدمة؟
هل هي أنظمة المرور؟
هل العقوبات غير رادعة؟
هل هو الاستهتار وعدم المبالاة؟
هل هو سوء الطرق؟
وأخيراً هل السائقون لدينا غير مؤهلين للقيادة؟
ماذا عن الاستهتار بأنظمة المرور كقطع الإشارة الذي يزداد رغم ساهر وهل هو التهور والسرعة الجنونية رغم أنف ساهر؟
أسئلة بطعم العلقم، ومرارة الدم وبشاعة مآسي الحوادث.
إنني أدعو وبإلحاح كما حشدنا (لكورونا) كافة الإمكانات والطاقات فلا بد أن نحشد (لحوادث المرور) أكبر الإمكانات، ونشرّع الأنظمة، ونغلظ العقوبات يجب ألا نكتفي بالغرامات فقد ثبت عدم تحقيقها كل ما نتمناه من السلامة المرورية.. لا بد من عقوبة الإيقاف وتطبيق نظام سحب الرخصة.
ولا بد أخيراً من تكثيف حملات التوعية بخطابات جديدة وغير تقليدية وتوظيف الصورة، والتركيز على المدارس والجامعات.
حوادث الطرق: (وباء)) مستدام له عشرات السنين ويزداد شراسة وضحايا.
=2=
** زمن لا يأتي إلا لماما ))
** ترى..
متى تأتيك هذه اللحظة التي ترفع فيها نداء (جوته): (قف أيها الزمن: ما أجملك!)
ذلك الزمن الذي نبحث عنه، والذي نريد أن نتشبث به أضحى نادراً كالكبريت الأحمر..!
هذا الزمن البهي متى تقبض عليه بتلابيب قلبك فلا تدعه يفر من بين يديك.
هذا الزمن الأخضر كغصن شجرة يتلاشي في هذا الزمان المتخشب!
إنه ذلك الزمن هو الذي عناه الشاعر القصيبي عندما قال: (تمضي السنون بروقاً إن حوت فرحاً).
لكن أين هذا الزمن الذي تمضي سنونه برقاً..!
لا يأتي إلا لماما..!
=3=
** آخر الجداول
قال الشاعر:
(وهل يأبق الإنسان من ملك ربه
ويهرب من أرض له وسماء)