بصراحة، هناك من هو غير مصدِّق ولا متخيّل أن فريق الاتفاق قد ذهب وغادر إلى دوري ركاء.. دوري الدرجة الأولى، وقد كان الأمل الأخير الذي حلموا أن يحدث هو تحقيق الفريق كأس الملك، حتى يجد المسؤولون مبرراً لإبقائه بالمشاركة آسيوياً الموسم القادم، لكن جميع هذه الأماني والأحلام تبخرت أو تلاشت مع خروج الفريق من جميع المسابقات وآخرها كأس الملك، والحقيقة التي يجب أن يدركها الاتفاقيون قبل غيرهم أن فريقهم كان مهيأً لعدم الاستمرار في دوري الكبار منذ بداية الموسم، وقد حذر من ذلك الكثير إلا أنه ووجِه بعاصفة من الانتقادات والحرب، واتهم بأنه يصفي حسابات مع الإدارة.. لقد طُرح منذ البداية وضع الاتفاق وظاهرة استبدال المدربين وعدم الاستقرار على مدرب معين، كما تم نقاش التفريط المُبالغ فيه بنجوم الفريق بدون تعويضهم بلاعبين آخرين، كذلك عدم تحرك الإدارة عندما شعرت بالخطر في نهاية الموسم، واكتفت بتوجيه التّهم للآخرين بدون دليل، ورغم ذلك تم مجاملتها وعدم محاسبتها من قِبل اللجان الموقرة عفواً (المزاجية)، وبعدما استقرت الأوضاع وذهب الفريق إلى المكان غير المتوقع طالبَ من طالبَ برحيل الإدارة، وهناك من أعضاء الشرف من حاول إيجاد مخرج لمشكلة الهبوط حتى وصلت بهم إلى تحمُّل تكاليف زيادة الفرق مادياً، وهنا نقول: يا للعجب أين أنتم من هذه التضحيات عندما كان الفريق في خطر؟.. أين هذا التبرع المالي عندما كان الفريق في أمسّ الحاجة للاعبين كبار مميزين، بجانب سكوتكم وموقفكم من الإدارة عندما كانت تُفرط في أبرز نجوم الفريق بأرخص الأثمان؟.. الآن بعد أن حاولتم وفشلتم ما هو موقفكم من جماهير فارس الدهناء؟.. وما هي المبررات التي من الممكن أن تُقبل منكم بعدما انتهى كل شيء، إنه الوقت الضائع غير المفيد.
إبداع سعودي آسيوياً
جاء تأهل فريقي الهلال والاتحاد آسيوياً مطمئناً، وأصبح لدى الشارع الرياضي أملٌ كبيرٌ أن يكون البطل فريقاً سعودياً، معظم الدول تأهل منها فريق واحد وبصعوبة إلا الفرق السعودية، فقد تأهل الهلال ووصل لدوري الثمانية بكل جدارة وباستحقاق كبير، كذلك الاتحاد الذي وصل بفوزين مستحقين على فريق الشباب الذي خسر لأنه ما زال يعيش فرحة الفوز الكبير بكأس الملك، وبالعودة لفريقي الهلال والاتحاد نجد أن كلاً منهما لديه فرصة سانحة للوصول لدوري الأربعة وتحقيق الكأس الذي يجب أن تعود للفرق السعودية ثم التمثيل العالمي، ورغم أن فريق الهلال لديه فرصة سانحة لتميز عناصره متى ما وجدوا التوظيف المناسب داخل المستطيل الأخضر، في المقابل نجد أن حيوية شباب الاتحاد قد وصلوا وأمتعوا وهم فقط بحاجة إلى مزيد من الخبرة ولاعبين أجانب على مستوى عالٍ يستطيعون عمل الفارق وترجيح كفة الفريق عندما يقابل فرقاً كبيرة ومتمرسة، ولديهم لاعبون كبار يستطيعون حسم أي لقاء في أي وقت، ولكن ما زال الأمل يحدو الجميع أن يحقق الهلال أو الاتحاد بطولة القارة، وما يحتاجونه فقط المزيد من الحظ والدعم من الجميع، فهما يلعبان باسم السعودية وليس باسميهما، فمبروك لهم جميعاً ولرياضة الوطن هذا الوصول، والقادم أحلى - بإذن الله -.
نقاط للتأمل
* نجدد التهنئة لفريقي الهلال والاتحاد على وصولهما لدوري الثمانية آسيوياً، وكلما نتمنى مواصلة الإبداع والوصول للأدوار النهائية - بإذن الله -.
* من شاهد فريق الشباب في لقائه الأخير أمام الاتحاد آسيوياً يشك أن هذا الفريق هو الذي حقق كأس الملك قبل عشرة أيام فقط.
* يُخطئ كل من حمّل المدرب الشبابي عمار السويح خروج الشباب آسيوياً، وبهذا المستوى السيئ جداً، فالمشكلة كانت في اللاعبين والإدارة الذين ما زالوا يعيشون فرحة كأس الملك.
* نجاح المدرب سامي الجابر آسيوياً لا يعني تجاوزه الأخطاء التي وقع بها في المسابقات الداخلية، إلا أن الوقت قد يصلح ما أفسدته بعض الأيام وبعض المباريات.
* مدرب النصر الجديد (كانيدا) مرهون نجاحه بمنحه كامل الصلاحيات وعدم التدخل في عمله، خصوصاً من ناحية بعض اللاعبين فقد تكون لديه قناعات مختلفة.
* كل اتحادي يتمنى أن تستمر هذه الكوكبة الشابة مع لاعبين أجانب مميزين وبدون العودة للحرس القديم.
* ما زال الشارع الرياضي يتساءل وبكل استغراب عن عدم ضم اللاعب شايع شراحيلي لاعب فريق النصر لصفوف المنتخب، رغم أنه اللاعب الأميز طوال منافسات الدوري.
* مبروك من القلب لفريق السد القطري والعين الإماراتي وصولهما لدور الثمانية آسيوياً، وهما إضافة وقوة تُضاف لفرق غرب القارة.
خاتمة
لا تحزن إذا ضاقت عليك أمور الحياة.. فالقمر يزداد روعة كلما زاد حوله الظلام.
ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة).. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.