من خلال متابعتي لأداء فرق دوري عبداللطيف جميل للأندية المحترفة في منافسات دوري أبطال آسيا لهذا العام 2014م ولعل آخرها تأهل فريق الهلال بالإضافة إلى فريق الاتحاد الذي تم خلال هذا الأسبوع، قد أعاد إلى الأذهان تلك الصورة المشرقة التي رسمتها أندية المملكة في زمن ليس بالبعيد عبر ما حققته من إنجازات خُلدت في التاريخ شاهدة على عهد مميز كانت له الكلمة الفصل على مستوى الأندية والمنتخبات بحد سواء في أغلب المنافسات الآسيوية..
ولقد لاحظ الجميع أن كثيراً من أندية عبداللطيف جميل التي تأهلت للآسيوية قد تغير أداؤها خلال دوري أبطال آسيا الحالي عما كان خلال منافسات دوري عبداللطيف جميل الموسم الماضي، فكثيراً من المباريات السابقة قد تم التفوق بها وبكل جدارة على المنافسين من أندية آسيا ولعل آخرها تأهل فريق الهلال والشباب إلى دوري الثمانية بعد التفوق على منافسيهما بالذهاب والإياب وبالتالي يدعو هذا الأمر إلى الحيرة والتساؤل عن الأسباب التي أدت إلى ذلك التفوق بالرغم من قوة أندية أبطال آسيا بالإضافة إلى قصر المدة بين دوري المحترفين ودوري أبطال آسيا.
صحيح أن قوة المنافسة قد تكون هي حجر الزاوية في هذا التفوق وتغير الأداء من قبل الأندية السعودية المحترفة خلال البطولة الآسيوية حتى فيما بينها، فشرف الحصول على البطولة الآسيوية حلم طال انتظاره سواء من قبل الزعيم صاحب التاريخ الكبير أو من قبل المونديالي متمرس آسيا وكلاهما قد تأخرا كثيراً خلال السنوات الماضية عن تحقيق ذلك اللقب المهم الذي تتنافس عليه جميع الأندية المحترفة على مستوى قارة آسيا.
ويمكننا القول إنه بالإضافة إلى قوة المنافسة هناك العديد من الأسباب المهمة الأخرى التي يمكننا التعويل عليها سبب ذلك التفوق أهمها تناسق كلا الفريقين وتناغمهما مع المدرب الوطني الذي إن كتب له النجاح بإذن الله سيكون فخراً وطنياً للرياضة السعودية إن حققت أنديته البطولة بقيادة مدرب وطني، كذلك عودة روح التنافس فيما بينهما من جانب آخر على إثبات الذات لتلك الإدارات التي تقف خلف النادي ككيان له جماهيره وعشاقه فها هي تلك الجماهير تتجه جميع أنظارهم بمختلف مستوياتهم على ذلك الحلم الذي قد لاحت معالمه بالأفق القريب.
وبالتالي فإن تلك الإدارات تسعى إلى كسب ثقة الجمهور بها وعودة تلك الأندية إلى عهدها السابق من الإنجازات الآسيوية فالجمهور هو المحرك الأساسي لجميع الأندية وهو كذلك يلعب دوراً مهماً في المساهمة بنجاح تلك الإدارات إذا ما ساند النادي من خلال حضوره للمباريات أو مشاركته في دعم النادي مادياً عبر العضويات وشراء منتجات النادي المختلفة وما إلى ذلك، فرضا الجمهور هو هدف لكل إدارة ناجحة تسعى إلى الاستمرار في قيادة النادي، ولعل ما شاهدناه مؤخراً في نادي الاتحاد من تغير بالإدارة دليل واضح على ذلك.
كذلك فإن أي مجهود يبذل من قبل تلك الإدارات لا بد من يؤتي ثماره حتى ولو طال به الزمن وجميع المؤشرات لأداء كلا الناديين حالياً في هذه المنافسة تدل وبشكل واضح على أنها تسير بالاتجاه الصحيح نحو استعادة الأمجاد الآسيوية للكرة السعودية، صحيح أن للحظ دور لا يمكن إغفاله في كرة القدم ولكن ما شاهدناه هذا الأسبوع يوضح أن تلك الإدارات قد وفقت في استعدادها لهذه المنافسة عبر التخطيط والتنفيذ السليم.
إن عودة الأندية السعودية إلى المنافسة على البطولة الآسيوية وتحقيقها بإذن الله سينعكس بكل تأكيد على أداء المنتخب في القريب العاجل، نظراً لكون لاعبي الأندية جزءاً أساسياً وأحد أعمدة المنتخب وبالتالي عودتهم إلى المنافسات والمحافل القارية سيكون له الأثر الإيجابي على الروح المعنوية وتعزيز ثقتهم بأن أي نجاح بالإمكان تحقيقه إذا ما خطط له بشكل جيد وتوحدت جهودهم.
وفي الواقع إن أنظار جميع الجماهير وعشاق كرة القدم بمختلف أنديتهم وتوجهاتهم يتابعون وبشغف أداء نادي الهلال والاتحاد في هذه البطولة فجميع الآمال معلقة عليهما لتحقيق مكسب غاب عنا طويلاً، ولعل ما قام به سمو الأمير الوليد بن طلال مشكوراً من صرف مكافأة للاعبي كلا الفريقين توضح أن الجميع يدعم وبقوة استمرار تفوق الفريقين خلال المباريات القادمة وتحقيق أحدهما لذلك الإنجاز والفوز بالبطولة لكي نعود إلى الأمجاد الآسيوية من جديد.