كثير من الأسر في وطننا الكبير المملكة العربية السعودية حين تدرس تاريخها ووثائقها وتراجم أعلامها، لا تجد أنك تقرأ تاريخ أسرة وحسب، بل تجد أنك تدرس تاريخ الوطن بشكل كامل فهناك أسر برزت في المجال الإداري وتعيَّن الكثير من أبنائها في مواقع إدارية خدموا الدين والوطن من خلالها، وهناك أسر نبغت في التجارة والاستثمار فلا تستطيع أن تدرس تاريخ الوطن الاقتصادي دون أن تمر على بعض هذه الأسر، وهناك أسر حضرت بشكل كبير في المجال العلمي والثقافي، ولو أردت أن أسترسل في هذا المجال لطال بنا المقام، ولو ضربت الأمثلة لطال المقام أكثر وأكثر.
وكل هذه الأسر وبتعدد مواقعها ومهامها تسير جنباً إلى جنب مع بعضها البعض تحت المظلة الكبرى لهذه الأسر التي حفظت لها مدونات التاريخ مواقف كثيرة لهم، وكل من يقدم شيئاً لهذا الوطن سواء كان بمجهوده الفردي أو ضمن مجموعة عائلية أو بلدانية لهم كل التقدير.
والشاهد هنا أننا بدأنا نسعد بين فترة وأخرى ببعض الأسر تدوِّن شيئاً من تاريخها وفق طرق علمية ومنهجية كما هو الحال بكثير من دول العالم، وهذه الدراسات في غالبها دراسات توثيقية لا تقوم على الفخر أو العصبية أو العنصرية بل تقوم على التوثيق وحفظ تراث هذه الأسر من الضياع، وهو محل ترحيب الجميع.