إن ثروة هذه الأمة هم الطلاب الذين يُعقد عليهم الآمال الكبيرة بمستقبل واعد لها، فالتعليم العام والعالي والإعلام لها دور في تكوين شخصية الطلاب وبناء العقلية السوية عندهم، وهذا ما نشاهده على الواقع من خلال البرامج المنهجية في التعليم والأنشطة الصفية واللاصفية والتي يتفاعل معها الإعلام بجميع قنواته. ولكن عندما تدقق في توازن التعامل الإعلامي معها نجد أن هناك انحيازاً غير متوازن، فالنصيب الأسد من هذا الاهتمام يأخذه طلبة التعليم العام بحجة أن البيئة المدرسية في التعليم العام هي في حاجة أكثر للاهتمام والرعاية، لأن مراحل التكوين العمرية تتم فيها هذا لا غبار عليه، ولكن يجب أن لا ننسى أن مخرجات التعليم اليوم في التعليم العام لم تكن وفق التطلعات المرجوة، وهي بلا شك تأثر على الطلاب في التعليم العالي، وهي تصب في الجانب السلبي الذي يجب إصلاحه لأن شخصية الطلاب في التعليم العالي يفترض أن تكون في مراحل النضج باعتبار أنهم في الطريق إلى سوق العمل، فهم يحتاجون إلى الدعم والمساندة ولاسيما من الإعلام في تسليط الأضواء عليهم وتحسس ظروفهم ومناخهم الجامعي من خلال الوصول إلى مؤسساتهم الجامعية لمعرفة البرامج المقدمة لهم وما يحتاجونه إلى إرشاد وتوجيه، فالإرشاد الأكاديمي على سبيل المثال لم يتم التطرق إليه من قبل الإعلام إلا ماندر، وهو الآن من الظواهر التي يشهدها التعليم الجامعي في المملكة نتيجة للتغيرات الحضارية والمادية، فكم سمعنا من تسرب بعض الطلاب وانحرافهم فكرياً وخلقياً بسبب غياب الإرشاد الأكاديمي الذي يصب في اختيار التخصص والجانب السلوكي الذي يهتم بالطلاب واستقامتهم، كذلك نجد أن الطلاب في التعليم الجامعي يحتاجون إلى تفعيل الأنشطة الطلابية في أروقة الجامعات في العديد منها مثل الكشافة والرحلات الطلابية وتبادل الزيارات وإقامة المباريات الرياضية مع الجامعات الأخرى، وهذا لا يتم إلا من خلال إبراز الإعلام لها سواء كان إيجاباً أو سلباً، فمثلاً في الجانب الإيجابي منها يقوم الإعلام بنقل الفعاليات التي تتم في أروقة الجامعات، أما على الصعيد السلبي في حالة عدم وجود لهذه الأنشطة داخل الجامعة بإمكانه الوصول للمسؤولين لمعرفة القصور الذي يحول دون أقامتها، أيضاً نجد الكثير من الطلاب في الجامعات حققوا بعض الجوائز المحلية والعالمية ومنها يسجل ضمن يراءة الاختراع لم يتم تغطيتها من قبل الإعلام بشكل جيد، كذلك نجدي كل عام دراسي المئات من الطلاب يحصلون على شهادات جامعية مع مرتبة الشرف ولا نجد أن أستضاف واحد منهم لحث الآخرين على الاقتاداء بهم، وقبل هذا وذاك لم يسلط الإعلام على الحرية الأكاديمية التي يجب أن تتوفر داخل الجامعات، لأنه لا يوجد في عالم المعرفة أخطر تعليم يوجه نوجيهاً يرسخ الجهل في عقول الأبناء ومن ثم يوجه سلوكهم عن طريق حشو أذهانهم بكميات كبيرة من معلومات جلها بالية من مواد دراسية تحكمها تخصصات منوعة قد يجبر الطلبة على حفظ موضوعاتها سواء كانت علوماً إنسانية أو طبيعية، وهذا ما نشاهده في الكراسات الصفراء التي يتعامل بها بعض أعضاء هيئة التدريس القدامى، إذاً الحرية الأكاديمية تلتقي مع الإعلام في الشفافية والحرية، لما يطرح ودور الإعلام أن يغوص في أروقة الجامعات لمعرفة أداء مستوى الحرية الأكاديمية.
والله من وراء القصد...