توافد المصريون أمس على لجان الاقتراع في ثالث وآخر أيام التصويت بانتخابات الرئاسة، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش والشرطة لتأمين سير العملية الانتخابية على مستوى الجمهورية،حيث انتشرت قوات الجيش والشرطة أمام اللجان والمؤسسات العامة للحيولة دون قيام أنصار جماعة الإخوان بإفساد العملية الانتخابية في يومها الأخير، بعدما فشلوا في ذلك خلال اليومين السابقين.
إلى ذلك نشرت حملة المرشح الرئاسى حمدين صباحى، بياناً عن مرشحها قائلاً: إلى شعب مصر العظيم.. إلى شباب مصر الأبطال.. إلى شباب حملتي من الجنود المجهولين.. أعرف أن الملايين من أبناء الشعب المصري ينتظر موقفاً ربما يكون بالغ التأثير في مستقبل هذا الوطن، وأعرف أن كلا منكم يمتلك حيثيات تجعل ما يعتقده من موقف هو الصواب، لكن المؤكد بالنسبة لي أن وطننا يمر بظروف بالغة الدقة تفرض علينا جميعاً مواقف ربما تكون أثقل على قلوبنا من الجبال، وهنا فلم أتخذ موقفاً منفرداً، بل آثرت أن يشاركني في اتخاذ هذا القرار الصعب كثير ممن أثق وتثقون في وطنيتهم وإخلاصهم لهذا البلد وثورته.
وأضاف صباحى: منذ البداية كان قرار خوضنا المعركة الانتخابية في مناخ بالغ الصعوبة شابه التشويه واختراق الدستور والقانون ورغبة البعض في القضاء على أي فرصة للديمقراطية، كنا ندرك المخاطر التي تحيط بالوطن داخلياً وخارجياً، وتلك التي تهدد مستقبل الديمقراطية والحريات في مصر وبناءً على تلك التحديات كان قرارنا.
وأوضح أنه بأقل الإمكانيات أسسنا حملتنا، واعتمدنا على الجهد البشري وإيماننا بالشباب، خلقنا تحالفاً للقوى الديمقراطية، وتعرضنا للتضييق منذ البداية، منذ أن ذهب من آمنوا بنا لتحرير التوكيلات، وبمبالغ زهيدة أكملنا الدعاية الانتخابية، وخلال الثمانية وأربعين ساعة الماضية تعرضنا لحجم واسع من الانتهاكات والاعتداءات والتجاوزات، بدءاً من تعقيد إجراءات استخراج أوراق الوكلاء والمندوبين في مختلف اللجان الانتخابية، وتعرض الكثير منهم للمنع من أداء دوره ومن الدخول إلى اللجان بواسطة ضباط جيش وشرطة، وطرد لكثير منهم أثناء ممارستهم دورهم في مراقبة العملية الانتخابية، فضلاً عن الاعتداء والقبض عليهم، وعدم تمكين المندوبين من إثبات وتحرير شكاواهم في محاضر رسمية، ثم رصدنا لقدر من حالات التصويت الجماعي والتسويد في عدد من اللجان في محافظات مثل الدقهلية وسوهاج وأسوان ودمياط وغيرها، بالإضافة إلى قدر واسع من الدعاية المضادة والترهيب أمام مقار اللجان، والتحرش والتضييق الذي طال شخصيات عامة لها إسهاماتها في كافة المجالات أثناء تصويتهم بسبب موقفهم الداعم لنا.
وتابع: إن كل هذه التجاوزات والانتهاكات، تعاطينا معها بالطرق القانونية، وقدمناها في بلاغات رسمية للجهات المعنية، وإزاء عدم الاستجابة لكل ما قدمناه من شكاوى وعدم التدخل لوقفها، بدا أن الانتخابات تتجه نحو عملية خالية من المضمون الديمقراطي وتفتقر الحد الأدنى من ضمانات حرية تعبير المصريين عن رأيهم وإرادتهم، فضلاً عن عدم ضمان أمن وسلامة مندوبي الحملة وما تعرضوا له من اعتداء وقبض، وهو ما وصل إلى إحالة بعضهم إلى النيابة العسكرية، وربما عملية تعود بنا إلى 24 يناير 2011، لذا فقد قررنا سحب كل مندوبينا من كل اللجان الانتخابية في اليوم الثالث، وفي ضوء هذه الاعتبارات، وعلى ضوء موقفنا السابق والواضح المعلن من رفض قرار مد الانتخابات لليوم الثالث، فإننا نحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة ونزاهة العملية الانتخابية ومدى مصداقية وجدية تعبيرها عن إرادة المصريين بشكل حقيقى للجنة العليا للانتخابات وللسلطة وأجهزتها الأمنية، ونؤكد أن موقفنا النهائي من العملية ونتائجها سيكون على ضوء ذلك.
فيما قال الدكتور عبدالله المغازي، المتحدث باسم حملة المشير عبدالفتاح السيسي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بشأن قرار مد التصويت، «نعم تقدمنا باعتراض رسمى للجنة العليا للانتخابات، ولكنها رفضت للأسف .. وأضاف «المغازي»: إنه رغم أن البعض طلب أن نوصل أصواتهم للجنة العليا لمد الانتخابات، مشيراً إلى أنه حقهم، ومشدداً على أنه مع كل التقدير لم نطلب مد الانتخابات، يحيا الشعب، وتحيا مصر.