نجاح شركة أرامكو في إنجاز مشاريعها دليل على نجاح الإدارة من قمة الهيكل التنظيمي إلى المستويات الإدارية في أسفل الهيكل. هذا النجاح يتمثل في تطبيق القوانين والأنظمة واتباع أحدث النظريات في تنفيذ المشاريع، هذا النجاح يتمثل في الرقابة والاجتماعات اليومية مع مُنفذ المشروع وإصلاح الأخطاء أولا بأول، هذا النجاح يتمثل في الاجتماع الأسبوعي والشهري مع منفذ المشروع. هذا النجاح يتمثل في تطبيق أحدث معايير الأداء (KPI).
شركة أرامكو لا تسمح أبداً في التجاوزات الصغيرة فكيف بالكبيرة. الأسبوع الماضي دُعيت لحضور أسبوع المكتبة مع مجموعه من المؤلفين داخل مجمع شركة أرامكو في مبنى الميدرا والبرج في مدينة الظهران. متعة قيادة سيارتي داخل الشركة جعلتني أشعر وكأنني في مدينة برلين لماذا هذا الشعور؟ لماذا لا أشعر بهذا الشعور خارج أسوار شركة أرامكو؟ إنه تطبيق النظام واحترام النظام والسلامة المرورية.
شركة أرامكو وشركة سابك وغيرهما من شركات القطاع الخاص لا تُشيد مشاريعها بنفسها دورها إشرافي قيادي تنفيذي مع مقاولين من الدرجة الأولى ينفذون ما تم الاتفاق عليه ويتحملون الغرامات المالية عن كل يوم تأخير. صحيفة الرياض في عددها رقم 16577 الصادر بتاريخ 9 محرم 1435 الموافق 12 نوفمبر 2013، وهو أنّ ورقة علمية كشفت ضمن منتدى جلسات عقود التشييد 2013، والذي أقيم تحت شعار «أوفوا بالعقود» عن أنّ تكلفة التعثر السنوي في المشاريع الحكومية، تتخطى 40 مليار ريال بنسبة تبلغ 33.47% سؤال لماذا هذا التعثر؟ هل التعثر سببه العرض الأقل سعراً؟ أم الرقابة أثناء التنفيذ؟ أم الفساد الإداري؟ أم قلة عدد المهندسين السعوديين الأكفاء؟ أم كثرة عدد المشاريع التنموية؟ أم غياب أدوات الرقابة أثناء التنفيذ؟
شركة أرامكو تنفذ مشاريع عملاقه كذلك شركة سابك تنفذ مشاريع عملاقه لماذا لا تتعثر؟ ببساطة إدارة تنفيذ المشاريع تتسم بالمصداقية والشفافية والخبرة والدارية وتنفذ مشاريعها مع مقاولين من الدرجة الأولى.
هناك مشاريع صغيرة نسبيا مثل مشروع كبري أو نفق على الطرق السريعة وداخل المدن تُنفذ خلال 600 أو700 يوم أما مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة (الجوهرة) نفذت خلال 400 يوم لماذا هذا الاختلاف في مدة التنفيذ؟ شركة أرامكو كان دورها إشرافي على منفذي المشروع شركة المهيدب وشركة بيسكس البلجيكيه. هل أحرجت شركة أرامكو الجهات الحكومية بهذا الإنجاز المميز، أرامكو ضربت أروع المثل في القدرة على التنفيذ وبالجودة المطلوبة.
المهندس السعودي لا يحتاج إلى إثبات مهنيته واحترافيته هناك نقص شديد في عدد المهندسين الصعودين الذين يشرفون على المشاريع الحكومية تقول الإحصائيات عدد المهندسين في السعودية 120 ألفا منهم 8000 سعودي فقط، وهذا نقص حاد وواضح. عدم كفاءة بعض المهندسين المشرفين الأجانب أحد الأسباب في تعثر مشاريعنا. هل نحتاج إلى 100 ألف مهندس سعودي للإشراف على تنفيذ المشاريع القادمة والمتعثرة. أثناء حفل افتتاح (الجوهرة) سعدت كثيراً حين استمعت للمهندسين السعوديين المشرفين على تنفيذ المشروع؛ إنه فخر وثقة وحب للمهندس السعودي.
أخيراً تعثر المشاريع موجود عالميا لكن تعثر مشاريعنا أكثر من تلك الدول. متقاعدو شركة أرامكو وشركة سابك وبعض شركات القطاع الخاص من المهندسين والقيادات الإدارية لماذا لا يستفاد منهم في إدارة المشاريع المتعثرة. لماذا لا تعقد شركة أرامكو الدورات والندوات لموظفي الدولة دورات في إدارة وتنفيذ المشاريع. إنّ رؤية الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد رؤية واضحة ومميزه (نكون من بين الهيئات المتميزة عالمياً في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد) إن تنفيذ رسالة الهيئة سوف يبعد شبح الفساد من دوائرنا (العمل على حماية النزاهة ومكافحة الفساد في الأجهزة المشمولة باختصاصات الهيئة؛ لخلق بيئة عمل في تلك الأجهزة تتسم بالنزاهة، والشفافية، والصدق، والعدالة، والمساواة).