إنّ الخويطرَ في القلوبِ مُخَلَّدُ
ما ماتَ من غمَر الجميعَ بعطفِهِ
وبلطفِهِ، وأنا بذلك أشهدُ
ما ماتَ من وَسِعَ الجميعَ بحلمِهِ
وعن الإساءةِ والهوى يتجرَّدُ
ما ماتَ من أبوابهُ مفتوحةٌ
للزائرين ومَن أتى يستنجدُ
ما ماتَ مَن فيه النزاهةُ خصلةٌ
الكلّ يعرفه بها ويمجِّدُ
ما مات مَن خدَم البلاد بهمَّةٍ
وعزيمةٍ وقّادةٍ لا تخمدُ
ما ماتَ مَن بالحقِّ يصدعُ دائمًا
وبنصرةِ المظلوم لا يتردَّدُ
ما ماتَ مَن أفكاره بنَّاءَةٌ
وإليه في حل المشاكل يُعْهَدُ
ما ماتَ مَن فيه الأمانةُ تزدهي
وتقولُ: إنّي بالخويطر أسعدُ
ما مات من أبقى لنا من بعدهِ
شهمًا بكل صفاته يَسترشدُ
إنْ مات حسًّا فهو معنىً لمْ يَمُتْ
إنّ العظيمَ على الزمان يُخَلَّدُ
لا تحسبوا أنّي جمعْتُ خصالَهُ
فهناك أشياءٌ بها يتفرَّدُ
«إنَّ الخويطر قِلَّةٌ أمثالُهُ»
وعلى الكثير من الفضائلِ يُحسدُ
هذا كلامٌ قُلتُهُ فيما مضى
وعلى المدى سأُعيدهُ وأُرَدِّدُ
يا ربِّ فارحمْهُ وقدِّسْ روحَهُ
يا مَنْ له تعنو الوجوهُ وتسجُدُ
يا ربِّ واجمعنا به في جنَّةٍ
فيها المباهجُ والحسانُ الخُرَّدُ
وامْنُنْ على زوجِ الفقيدِ بصحةٍ
يا مُنْعِمًا أبوابُهُ لا تُوصَدُ