الحياة ليست صعبة عندما نعيش الحقيقة وليس الأوهام.. ومعظم الصعاب التي تواجهنا ما هي إلا نزعات مع ما هو قائم في هذه الحياة ربما نفرُّ لنختبئ من أنفسنا ليس خوفاً، بل قلقاً لشعورنا بأن في الظلام مهرباً.. وما هروبنا إلا غطاء لكل ما لا يتفق مع رؤيتنا أو يوافق نمط وتفاصيل حياتنا المعيشية أو يلبي جميع متطلبات حقول حياتنا في شتى المجالات.. هنا تبدأ مشكلة القلق تتحدث بلسان الخطر.
الحياة ليست صعبة عندما نعيش الحقيقة وليس الأوهام.. ومعظم الصعاب التي تواجهنا ما هي إلا نزعات مع ما هو قائم في هذه الحياة ربما نفرُّ لنختبئ من أنفسنا ليس خوفاً، بل قلقاً لشعورنا بأن في الظلام مهرباً.. وما هروبنا إلا غطاء لكل ما لا يتفق مع رؤيتنا أو يوافق نمط وتفاصيل حياتنا المعيشية أو يلبي جميع متطلبات حقول حياتنا في شتى المجالات.. هنا تبدأ مشكلة القلق تتحدث بلسان الخطر.
جميعنا يتطلع إلى مواطن السعادة.. يبحث عن مكامن الراحة.. إلا أن السعادة ليست هدفاً بحد ذاتها.. بل هي نتاج عملٍ نحبه فنؤديه بصدقٍ وإخلاص.. لكن عندما يتفاقم التوتر والقلق نتيجة شتى ألوان المعاناة من انكسارٍ أو إحباط يهدد حياة الإنسان في معاشه وحاضره ومستقبل أبنائه فإن شعوراً باللاوعي يتردد صداه بين جوانحه وكأنه مؤشر تنبيه.. يشير بأن ناقوس الخطر سيُشاطرك تفاصيل أيامك الحياتية أيها الإنسان.. وفي لحظة تفاقم التذمر والتأفف يتعالى صراخ مشاعر الإنسان الدفينة المتعبة المنهكة واصفة حياته (الحياة صعبة.. الحياة قاسية) هكذا هو لسان حال كثير من البشر لحظة الوصول إلى أقصى مراحل الغضب الناتج من التذمر والشعور بالوهن.
ترى هل جربت أيها الإنسان أن تسأل نفسك في يومٍ ما هذا السؤال، هل يمكن لمختلف أجندة الإصلاح بشتى مفاهيمها ومجالاتها المتنوعة أن تصلح جميع فواصل حياتك؟.. ثم لماذا أيها الإنسان تعتبر تنميتك مسألة كمية مادية وبالتالي تختزل سعادتك في بعدٍ واحد قائمٍ على وهم بأن الرخاء المادي هو طريقك للسعادة.
يا سيدي الإنسان إن الثمن الذي تدفعه لقاء وفرة مادية هو ثمنٌ إنسانيٌ مكلفٌ باهظ هو ضغطٌ نفسي وسباقٌ مع الزمن.. قلق وتذمر وصراعُ مشاعر في بوتقة فراغ داخلي أججته حمى اللهث بحثاً عن السعادة بجمع المادة.
يا سيدي الإنسان أكادُ أجْزِمُ بأن مرضاً يُسمى (العمى عن الذات) قد شاع فجمد المشاعر وسلب الكثير مما هو أجمل وأمتع وأهنئ لك.. سلب منك السكينة والهدوء والشعور بالأمن النفسي سلب العلاقات الحميمة والانسجام مع الآخر سلب منك دورك ومسؤوليتك في إصلاح شأن حياتك.. أفقدك الحوار بين متطلباتك العقلية ومتطلباتك العاطفية ونزع منك الثقة بالغير بإثباتك الأنا المتعالية ضد الآخر.. أيها الإنسان إن تنميتك تنمية كيفية.. عقلية وجدانية وتربوية.. وسمو قيم التسامح والتعاطف والغيرة الإيجابية والارتقاء بها مع الاستمتاع بما هو بين يديك هو جوهر سعادة الإنسان لتأتي بعدها وفرة المال مكملة لهذه السعادة.. ويقيني أن وفرة الشيء تفقده لذته وتزهدك فيه ولو كان ذهباً مسالاً.
أيها الإنسان لتكن فلسفتك في الحياة مبنية على القيم السامية من قناعة وبناء الثقة مع الغير باندماج الأنا مع نحن والتغلب على المشاعر السلبية مع الآخر والود والتسامح.. فأنت أيها الإنسان تستحق السعادة وتستحق أن تحصل على ما تريد.. فالشاعر إيليا أبو ماضي لخص فلسفته حول ذلك في أبيات شعرية جميلة حيث يقول:
ليس أشقى ممن يرى العيشَ مراً
ويظنُ اللذاتِ فيه فضولا
أحكمُ الناسِ في الحياة أناسٌ
عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتع بالصبحِ مادمت فيه
لا تخف أن يزولَ حتى يزولا
وإذا ما أظل رأسَك همٌ
قصّر البحثَ فيه كي لا يطولا