كنت أريد أن أضع العنوان «التربية والتعليم والقطة» ولأن مفهوم القطة واسع لتفريج كربة الحاجة المادية.. وحتى لا يختلط الأمر على القارئ.. آثرت الجمع.. فما قصة قطتنا النشيطة؟
هي قصة قصيرة عن قطة تلاحق ذيلها.. فتدور وتدور.. وتزيد إيقاع دورانها حتى تدوخ.. فتغط في سبات جديد.. أما الرابط بينها وبين التربية والتعليم فإنها لا تزال تدور على نفسها وتبحث عن مخرج للخيبة التي تحكيها مخرجات التعليم التي قُيدت ضد الكثير دون جدوى.. ولنعرف تفاصيل الدوران..
التغيير يحدث لرأس الهرم وبعض القمم القريبة.. والبعيد عنها «منسدح» على كرسي هزاز قد تصل به مدة احتاجزه إلى 20 سنة تزيد أو تنقص على ذات الكرسي، وذات الإدارة دون سبب وجيه كأنه «مافي ذ البلد إلا ذا الولد».. فكيف تتغير المخرجات إن كانت تدار بذات العقل الذي أكل الدهر عليه وشرب.. يتغير موظفوه وهو صامد كصمود «الفنانة صباح»؟! جيل يفنى.. وجيل يولد وهي باقية على عرشها!
تطبيق نظام البصمة للطلاب والمدرسين والموظفين قصة قصيرة عنوانها «تنضبطون يعني ينضبطون» كأن الأصابع ستحل مشكلة الإحباط التي رزحت تحتها الوزارة وكل سنة تزيد.. فكيف لا تغفو الهمة؟ ويغدو الحضور ثقيلاً؟
مدارس تفتقد متعة الجذب.. ومناهج مملة لم تقدم شيئاً يذكر.. لست أتحدث عن وضع المباني.. إنما أمر أعمق بكثير.. جو ممتع يجمع العلم بالمرح أين هو؟ أين الفن بكل أشكاله من موسيقى ومسرح وأدب ورسم ونحت وكتابة...إلخ
هل ذكرت الكتابة؟.. عذراً نسيت أن الطالبة يمكن أن تصادر حروفها التي تعد بمشروع أدبي فاخر.. لأنها خارج نطاق المناهج وقد تعتبر تهمة! والويل لها إن ضبطت وبحوزتها رواية أو كتاب خارج المنهج.. إلا أن يكون دينياً غير تحفة العروس وما شابهها طبعاً.
أين الحرف اليدوية.. أين الفلسفة.. المنطق.. العلوم الأجنبية.. تطوير الذات.. برمجة الحاسب...إلخ
يصعب على النشء أن يتقبل فقر المناهج مقارنة بالعالم المفتوح الذي يرحب به.. وبهمومه.. وجموحه.. وأفكاره.. وتساؤلاته.. التلقين قد كان يجدي يوم كان التعتيم مسيطراً.. أما الآن فالمقارنة مستحيلة.. وحتى بصمة الأصبع ستضع الإدارة أمام تحدي صعب لم تأخذه في الاعتبار.. فماذا ستفعل بجموع الغائبين والغائبات!
أما المعلمون والمعلمات.. وبقية الكادر.. فأصابعهم الكريمة ستؤجج التصادم ليس أكثر.. لأن التركيز على الكم أنساهم الكيف.. فما قيمة جموع تأتي على موعدها دون أن تنتج؟
ترقيات لا تحصل إلا بقطع الأنفاس.. تحسين مستويات لا يحدث إلا «بحب الخشوم» والرجاء والشكاوى.. وحسب حجم «الواو» التي بجيبك.
ويطول الحديث عن قصة القطة.. وسأختمها بملاحظة صغيرة لتعليم الرياض تحديداً بحسب اطلاعي..
متى تجمع شتات إداراتها المتناثرة في مباني مختلفة في المدينة.. وتختصر المسافة والجهد والوقت والرقابة.. على ولي الأمر.. والمراجع.. والموظف.. ومديرها العام.. لتجتمع بمبنى واحد يليق بحجمها؟