1. قبل أكثر من عشرة أعوام شَخَّص الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير آنذاك مشكلة التعليم في أنها ليست في المناهج المطبوعة، بل في المنهج الخفي.. اتفق معه حينها كثيرون من منطلق أن هذا أمر مُشَاهَد.. وثار عليه كثيرون من منطلق أن هذا ما يجب أن يكون ولا يحق لأحد النظر إلى ذلك كمشكلة في التعليم.. وصمت البقية يراقبون متسائلين عن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
2. وقبل أقل من عام عُيِّن الأمير خالد وزيراً للتربية والتعليم فوجد أن الخطط موضوعة وجاهزة للتطبيق فصرح أنه هو الذي سوف يدفع نحو تطبيقها لفك أسر التعليم المختطف.. فثار الذين يرون أن المنهج الخفي هو المنهج الصحيح ناهيك عن أن يكون مختطفاً.. وبدأوا في حشد الأتباع ورص الصفوف وتحول الموضوع إلى تحزب تحكمه الأهواء غير واضعين الله أمام عيونهم ولا المصلحة الوطنية في بالهم.. والتزمت البقية الصمت مذعورين أن يوقف هذا الوزير كما أوقف من قبله.
3. في كل المجتمعات الإنسانية ترتبط عملية التربية والتعليم من حيث الأهداف والمحتوى والوسائل وآليات العمل بالقوى المسيطرة.. فليس هناك تعليم محايد مجرد، بل هناك تعليم يخدم أهداف من يسيطر عليه سواء بطرق واضحة صريحة مباشرة من خلال المنهج الرسمي.. أو بطرق خفية مخادعة وغير مباشرة كما تفعل جماعات الضغط والمصالح في أي مجتمع.. فلهم أجندة خاصة وأهداف ضمنية تتجسد في تعليم مضمر ومنهج خفي يتسلّل إلى الوسائل المختلفة وغالباً ما يتعارض مع المنهج الرسمي.. وكثيراً ما يتعارض مع المصلحة الوطنية.
4. التعليم لا يؤسر فكرياً فقط.. ولكن يمكن أيضاً أسره من خلال توجيه منهجه والتحكم في آليات تطبيقه.. وهي محاور مهمة في تعليم أي مجتمع يريد أن يتقدّم.. ولو أردنا أن نضرب مثالاً على ما أعنيه بتوجيه المنهج فسنجد أن المناهج التعليمية القائمة تهمل تنمية التفكير وتحسين الذائقة.. ورفع روح المبادرة والمواطنة بكل واجباتها وحقوقها.
5. نشهد هذه الأيام حملة هجوم شرسة في وسائل التواصل الاجتماعي.. من فئة تتبنى أدلجة التعليم وتتخذ من هذه الرؤية وسيلة في معاركها السياسية.. ويمتطون التربية والتعليم لتصفية الحسابات وتحقيق الانتصارات.. وقد تعرض في السابق كل وزراء التربية والتعليم لهذا الهجوم والدور الآن على الأمير خالد الفيصل.
6. قلوبنا معه.