فاصلة :
((هناك نساء يعبرن الحياة مثل نسمة الربيع التي تنعش كل شيء في طريقها))
- حكمة عالمية -
لدى البعض قناعات سلبية عن المرأة القيادية وهي بحاجة إلى تعديل لأنها قناعات تعيق التواصل الإنساني ولا تحقق للفرد توازنه النفسي مع من حوله، ولطالما كتبت أشيد وكلي ثقة بنساء هذا الوطن القياديات وإذا ظهرت قلة من النماذج السلبية فمرد ذلك إلى طبيعة الشخصية وتكوينها وبيئتها وليس إلى طبيعتها كامرأة فقد أنعم الله على النساء بطاقة إبداع خلاقة تستطيع من خلالها النجاح في أكثر من دور اجتماعي تؤديه في حياتها.
أقول ذلك لأنني زرت قبل أيام القسم النسائي لوزارة التعليم العالي ورغم حداثة تأسيسه إلا أنه ينبض بالحياة .
وجدت طاقة المكان مريحة والموظفات يتعاملن بكل أريحية قلت للموظفة إني أتيت لمقابلة د. أمل فطاني لكن ليس لدي موعد، فطلبت مني الانتظار.
دقائق وتفاجئت بقدوم امرأة تدخل بحيوية وتطلب من جميع من ينتظر الدخول إلى مكتبها،كانت هي المشرفة العامة على القسم النسائي د. أمل فطاني.
جلست أرقب تعاملها مع مشاكل من أتين قبلني ووجدت المشاكل التي تبدو معقدة تسهل حين تجد من يفيدك ويبصرك بحقيقة وضعك وينير لك الطريق لتحل هذه المشاكل وتواصل طريقك.
في الحقيقة أحيي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري لمبادرة تأسيس القسم النسائي وتعيينه د فطاني لمساعدة النساء في تسهيل طريقهن إلى العلم فنسبة التحاق المرأة بالتعليم الجامعي لدينا في ازدياد نتيجة للاهتمام الخاص بتعليم الفتاة وزيادة فرص التعليم العالي لها حتى أصبحت نسبة النمو الكلي للطلبة المستجدين الإناث حسب مرصد التعليم العالي 2011م 17,9%
كما أن نسبة النمو الكلي للمبتعثات تصل إلى 289,4% هذه النسبة بدون أعداد المرافقين التي تصل إلى 12.270 حتى عام 2011م
أيضا أعداد الطالبات تزيد بنسبة (62%) عن نسبة أعداد الطلاب حسب ورقة العمل التي ألقتها د. أمينة المران بعنوان (تكامل مخرجات التعليم مع سوق العمل في القطاع العام والخاص)في المؤتمر الدولي الأردن 2012م.
إن وجود إدارة نسائية متميزة منفتحة في التعامل مع الجميع دون استثناء وتحمل على عاهلها خدمة إعداد تزداد هي بادرة تؤكد حرص صانع القرار لدينا على استقرار تعليم الفتيات.
المسؤولية ليست سهلة لكنها لا تعطى إلا لمن أنعم الله عليه بتسهيل وقضاء حوائج الناس وهي خصلة يكتب الله بها أجرا كبيرا ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، ....).
الذي أبهجني أني رأيت امرأة قيادية تدير مجموعة من الطاقات النسائية الإيجابية وتفهم معنى خدمة الناس بمفهوم الإدارة الصحيح فتفوّض وتطلب المعلومة الصحيحة وتقدم النصيحة، أعانها الله فالتعامل مع الشرائح المختلفة من الناس الذين يأتون محملين بقلق المصاعب التي تواجههم مؤملّين التغلب عليها فن ومهارة لا يمنحها الله إلا لمن يشاء ولمن يؤدّي حقها.