مضحك أمر الصعوبة التي يحيط بها العرب فهم السياسة وكأنها أعقد انواع الفيزياء لطالب سعودي لا يعرف المذاكرة الا ليلة الاختبار، أثبت التاريخ السياسي أن الدول العربية ما هي إلا (أحجار على رقعة الشطرنج ) وليس لاعبي شطرنج أو حتى متفرجين لا يربحون ولا يخسرون سوى المتعة، كذلك الإعلام السياسي يوازي صعوبة الفهم التي تملكها أمور السياسة عند العرب، ستنكشف بعد عشرات السنين أوراق إجابات كل هذه الاختبارات السياسية والإعلامية المعقدة وغير المفهومة،
وسنجدها في قمة البساطة والمنطقية بالنسبة لشرطي العالم الذي وضعها، والذي يتحرك ضمن مصلحته ولا غير ذلك يجعله يتحرك، دعم استمرار اشتعال الشرق الأوسط لا يمكن أن يستمر دون ادخال وتطوير الكثير من الافكار الشريرة التي يمكن اللعب بها على الكثير من المسلمين وأول تلك الأفكار دعم التطرف أو التشدد الإسلامي، انطلقت أمريكا كشرطي للعالم في التسويق للفكر (الداعشي) الذي يضمن لها إضعاف جميع خصومها على كافة الأصعدة وتحقيق كل بنود أجندتها، فبعد انتهاء حقبة الاتحاد السوفييتي وصدام حسين كانت أفرع وجذور داعش قد تمت زراعتها ورعايتها وتدريبها في حرب حقيقية ضد السوفييت في أفغانستان عبر تنسيق ورعاية ايرانية، حيث يجد كل قيادي الفكر الداعشي المنبعثين من تنظيم القاعدة كل رعاية واهتمام على الأراضي الايرانية، فما كان من ايران عندما وضعت يدها على العراق كمكافأة أمريكية لها كما كان ينص عليه الاتفاق الأمريكي الإيراني جراء استمرار الحرب العراقية الايرانية، عندما سيطرت إيران على العراق نقلت قادة وأفراد القاعدة الموجودين على أراضيها إلى العراق حيث تتمكن من وجود حلفاء لها ولأمريكا من جميع المذاهب المتحاربة في العراق، ستتفاجأون بالكثير من الحقائق التي لا تمت إلى المنطق بصلة على غرار 11 سبتمبر، أمريكا تريدنا أن نصدق أن لها الحق في قتل نملة ذبحت فيلا أمريكياً! تريدنا أن نصدق رغماً عن أنوفنا أن مراهقي ومتطرفي داعش عبر أجسادهم ورشاشاتهم ذات الذخيرة المحدودة سيشكلون خطراً على جيش المالكي وإيران وأمريكا وهم الذين كانوا موجودين في العراق من سنوات طويلة ولم يفعلوا شيئاً أو يحركوا ساكناً إلا عندما اقضت الحاجة الأمريكية الايرانية، يشبه هذا التطور في السيناريو الأمريكي الإيراني الداعشي وعدم احترام عقول المسلمين مثل تطور الحوار في برنامج الاتجاه المعاكس من خلال السماح للمتحاورين باستخدام الضرب كوسيلة من وسائل الحوار اقضتها ضرورة السياسة الأمريكية الداعشية خلال السنة الأخيرة والتي تعتمد على اظهار النملة الداعشية كمجرمة تملك الأدوات الكافية للتهديد بقتل الفيل الأمريكي البريء! ليكون هناك حجة كافية ووافية لإقناع المجتمع الأمريكي باستمرار التدخل الأمريكي واحتلال الشرق الاوسط وتقسيمة عبر تسليح جميع المليشيات المذهبية التي غسلت أدمغتها أمريكا وجعلتها جاهزة للذبح والتقتيل والاقصاء!