يبحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري غداً الجمعة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الازمة في العراق والقضايا الإقليمية، وذلك بطلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال كيري في مؤتمر صحافي على هامش محادثات الحلف الاطلسي في بروكسل: إن الرئيس اوباما طلب مني التوجه الى السعودية غداً الجمعة للقاء جلالة الملك عبد الله لمناقشة القضايا الاقليمية، ومن بينها بالتاكيد الوضع في العراق مؤكداً إنه سيؤكد على الضرورة الملحة لمعالجة النزاع في العراق ويطلع المسؤولين السعوديين على نتائج زيارته الى بغداد وأربيل هذا الاسبوع. وأضاف إنه سيناقش في السعودية كيفية مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم (داعش) إضافة إلى مناقشة الدعم للمعارضة المعتدلة في سوريا.
وقال (لا حاجة لتذكير اي منا بان تهديدا في مكان بعيد يمكن ان يخلف تبعات مأساوية في بلادنا بطرق لا نتوقعها مطلقا وفي الوقت الذي لا نتوقعه مطلقاً.
وفيما تستمر الأزمة المتصاعدة في العراق التي خلفها هجوم المسلحين الأخير ألقت عدة دول بمسؤولية ذلك على السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
بالمقابل كرر المالكي في العراق أمس تمسكه بأحقيته في تشكيل الحكومة المقبلة رغم الضغوط والانتقادات الداخلية والخارجية التي يواجهها. وقال المالكي في خطابه الاسبوعي (ليست خافية الاهداف الخطيرة التي تقف خلف الدعوة لتشكيل حكومة انقاذ وطني كما يسمونها فهي محاولة من المتمردين على الدستور للقضاء على التجربة الديموقراطية الفتية ومصادرة آراء الناخبين). وأضاف (ما يردده المتمردون على الدستور برفض الحديث عن العراق ما قبل نينوى وانه يختلف عن عراق ما بعد نينوى تقسيم خاطئ لا يعبر عن ادنى مسؤولية وطنية وهو محاولة لاستغلال ما تتعرض له البلاد من هجمة ارهابية لتحقيق مكاسب سياسة فئوية ضيقة. وتابع إن الدعوة الى تشكيل حكومة انقاذ وطني تمثل انقلاباً على الدستور والعملية السياسية. ويشن مسلحو تنظيم داعش وتنظيمات أخرى مسلحة هجوماً منذ اكثر من اسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه بينها مدن رئيسية بينها الموصل (350كلم شمال بغداد) في محافظة نينوى وتكريت (160كلم شمال بغداد) في صلاح الدين. وأكد تنظيم داعش عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية. وعلى ضوء هذا الهجوم الكاسح وخسارة الحكومة السيطرة على مناطق واسعة يتعرض المالكي الذي يحكم البلاد منذ2006ويتولى ايضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة انتقادات داخلية وخارجية خصوصاً من قبل مسؤولين امريكيين حيال استراتيجيته الأمنية ويواجه كذلك اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم. ويطالب خصومه السياسيون التحالف الوطني اكبر تحالف للاحزاب الشيعية بترشيح سياسي آخر لرئاسة الوزراء بينما يدعو قادة عشائر سنة معارضين له لم يشاركوا في الانتخابات الاخيرة الى تشكيل حكومة انقاذ وطني بعيدا عن نتائج هذه الانتخابات.
غير ان المالكي يصر على أحقيته في تشكيل الحكومة المقبلة على اعتبار ان الكتلة التي يقودها فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان مقارنة بالكتل الأخرى في انتخابات أبريل الماضي علما أن لائحته في2010لم تحصل على اكبر عدد من الاصوات الا انه تولى رئاسة الحكومة لأربع سنوات.