وافق مجلس الاتحاد الروسي أمس الأربعاء بالإجماع تقريبًا وبناء على طلب الرئيس فلاديمير بوتين، على إلغاء الاذن الذي تَمَّ التصويت عليه في آذار - مارس بالتدخل عسكريًّا في اوكرانيا. وقد اعترض عضو واحد فقط في المجلس الأعلى للبرلمان الروسي على القرار الذي لقي تأييد 153 عضوا.
وقال الكرملين الثلاثاء: إن قرار الرئيس يرمي إلى «تطبيع» الوضع في اوكرانيا. إلى ذلك أدان الجيش الاوكراني أمس الأربعاء انتهاكات «مكثفة» لوقف إطلاق النار المؤقت الذي أعلنته كييف ووافق عليه أحد قادة الانفصاليين، واورد أكثر من أربعين هجومًا لمتمردين انفصاليين موالين لروسيا منذ الاثنين الماضي في شرق البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش فلاديسلاف سيليزنيوف على صفحته في فيسبوك «سجَّلت القوات المشاركة في العمليات العسكرية الاوكرانية نحو 44 حالة هجومية لمتمردين تنتهك وقف إطلاق النار خلال الأيام الثلاثة الماضية».
وابلغت كييف قواتها بإقرار وقف لإطلاق نار حتَّى الجمعة، ووافق أحد قادة الانفصاليين الاثنين على أن يلتزم المتمردون الذين أعلنوا استقلال منطقتين من طرف واحد، من جهتهم يهدفون بهذه الهدنة إلى البدء بمفاوضات سلام. وقال سيليزنيوف: إن معدات تسجيل للقوات الاوكرانية صورت الهجمات على مراكز مراقبة ومواقع للجيش بقذائف الهاون وقاذفات الصواريخ، وخصوصًا في منطقة دونيتسك الانفصالية.
وأضاف سيليزنيوف أن «التسجيلات تثبت أن المتمردين يواصلون بشكل مكثف انتهاك شروط خطة السلام» التي طرحها الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو. والثلاثاء الماضي، اسقط انفصاليون مروحية عسكرية اوكرانية في محيط سلافيانسك، أحد معاقل المتمردين، ما أدَّى إلى مقتل الجنود التسعة الذين كانوا على متنها. وتُهدِّد هذه الهجمات آمال الرئيس بوروشنكو المدعوم من الغرب، بوضع حد للحركة الانفصالية التي تعرض للخطر وحدة هذه الجمهورية السوفياتية سابقًا التي أسفرت فيها المعارك عن مقتل أكثر من 400 شخص منذ نيسان - أبريل. ويُتوقَّع أن تجري مباحثات مكثفة على كلّ الصعد الأربعاء في محاولة لإنقاذ الهدنة في اوكرانيا.
وسيتطرَّق بترو بوروشنكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الوضع أثناء مؤتمر عبر الهاتف سيشارك فيه أيْضًا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل. في غضون ذلك حث وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا أمس الأربعاء على الامتثال لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من إسقاط الانفصاليين لمروحية عسكرية أخرى شرقي أوكرانيا.
وأسفر هجوم أول أمس الثلاثاء عن مقتل تسعة جنود من الجيش الأوكراني . وذكر الجيش أن جنديين آخرين قتلا خلال 35 هجومًا سابقًا ضد قوات الحكومة.
وقال وزير الخارجيَّة البلجيكي ديدييه رايندرز لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في المحادثات مع نظرائه الـ27 في حلف الأطلسي: «حتى الآن، لم يحقق وقف إطلاق النار نجاحا». كما قال وزير الخارجيَّة الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي قام بزيارة كييف أول أمس الثلاثاء: «إننا بعيدون عن أن نتمكن من التفاؤل... نرى كيف يمكن التراجع بسرعة عن التقدم الذي تحقق». ومع ذلك، أكَّد أنَّه ينبغي ألا يترك شيئًا «دون أن يجرب» في السعي نحو حل سياسي وإعادة بناء «حد أدنى من الثقة» بين أوكرانيا وروسيا.