التنمية مسار طويل لا يختصرها قرار أو توجه، هي قاطرة متصلة يلحق بعضها بعضا، وهي الخيمة التي يتفيأ فيها النمو الاقتصادي لينمو ويزدهر، التنمية لا تتطور سوى في بلدان وحكومات مستقرة.. والوعي بها لا تحتضنه وتنشره سوى قيادات تدرك أن الإنسان هو عنوانها ووصافرة انطلاقها ومؤشر قياسها.
قبل أيام أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله صافرة البداية لإنشاء إحدى عشر جوهرة رياضية في إحدى عشرة مدينة سعودية.. جواهر بطول الوطن وعرضه على غرار جوهرة المليك في مدينة جدة، والمتأمل في هذا القرار يقرأ وفي هذا التوقيت دلالات كثيرة.
فهي تأكيد
أولا: أن بلدا مثل المملكة العربية السعودية يملك القدرة والكفاءة لاستكمال بناء أصوله الوطنية في فترات الانتعاش الاقتصادي بما يضمن دوران عجلة التنمية ويؤكد حسن توظيف الثروة في هذه المرحلة.
الثاني: أن مفهوم التنمية المتوازنة بات أكثر من مبادرات متفرقة أو أطروحات منفصلة، فقد تحول إلى مبدأ راسخ في صناعة القرار الوطني، ولن أجافي الإنصاف إذا وصفتها بالعلامة الفارقة في عهد خادم الحرمين الشريفين التي استكملت ونظمت عقود التنمية التي مضت.
الثالث: أن الرؤية الحكومية لعلاقة التنمية بالرياضة قد بلغت من النضج ما يجعل الأخيرة في صلب التخطيط التنموي، وأحد أهم أساساته.
الرابع: أن حصة الإنفاق الحكومي على المشاريع المرتبطة بالشباب أصبحت كبيرة، وأن عربة الرياضة أصبحت في موقع متقدم منها.
الخامس: أن حضورا جديدا ينتظر تلك المدن والمناطق وأبناءها في الرياضة السعودية ومخرجاتها التنموية، فقد ذكر القرار تلك المدن دون الرياض وجدة لوجود ملاعب بمواصفات عالمية فيها.
أخيراً فإن نموذج الجوهرة الذي أهداه المليك للوطن بات ملهما ومرتقبا من شباب ورياضيي الوطن في كل مدن المملكة، واستشعار خادم الحرمين الشريفين لذلك، ورؤيته لتحقيق هذا النموذج في طول الوطن وعرضه دلالة مهمة أيضاً لنجاح الوطن ككل وانعكاس هذا النجاح على جميع شباب الوطن وليس شباب المدن التقليدية الكبرى، كما كان معتاداً..!.