نداء ننقله عبر هذه الزاوية لمعالي وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة للنظر في حقوق الفنانين التشكيليين المنتشرين على مساحة الوطن يستلهمون جمال بيئتهم على اختلاف تنوعها شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً يغمسون أدوات ابداعهم في أرض الوطن ويبللونها بماء بحاره ويمزجون فيها ألوان الطبيعة ويوثقون بها القيم والمباديء والتقاليد والعادات.
فنانون وفنانات مبدعون ينافسون ويصدقون في ما يؤدون من عطاء تشكيلي يهدف للارتقاء بذائقة المجتمع.
هذا الإبداع لم يعد يجد له فرصة للتسويق في ظل الكم الكبير من اللوحات المستوردة من دول عالمية أجزم أنها لا تقبل أن ينافس فنانوها فنانين سعوديين بتسويق أعمالهم في أي من تلك الدول لأنه سيجد الكثير من المعوقات والشروط وقد يواجه الرفض لئلا ينافس أبناء تلك الدول.
يا معالي الوزير أمنحوا أبناء الوطن فرصتهم بوضع شروط للكميات المستوردة فقد تحولت منازلنا ومكاتبنا إلى معارض للوحات غربية وآسيوية لا علاقة لها بالواقع ولا تمت لنا بأي صلة.
طالبوا محلات بيع اللوحات أو اكسسوارت تجميل المنازل بسعودة النسبة الأكبر مما يبيعون من اللوحات الفنية. المطبوع منها أو الأصل، دون النظر لأي عذر أو مبرر من أصحاب تلك المحلات في جانب غلاء سعر العمل الفني المحلي لابن الوطن، فلوحات أبنائنا لا تقارن بما يستورد من الخارج كونها تحمل روح ورائحة الوطن. ففي تسويق اللوحة المحلية إثراء لذائقة المشتري أو المقتني وتلبية لرغباته المتصلة بحبه لأي لوحة تحمل جزءاً من وطنه وبيئته.
يا معالي الوزير لا يمكن المقارنة بين لوحة تضمن قارباً أو نهراً أو أشجار السرو وبين منظر لرمال النفود وهي تتلقف زخات المطر أو لنخلة تعانق جدار طيني في قرية من قرى نجد أو سفح جبل في عسير تلامس جبينه كتل الضباب أو جانباً من جمال بحرنا الغربي وكذا بحرنا الشرقي أو روعة أشجار الزيتون في شمال الوطن.
غنها إبداعات لها عشاقها ومحبوها والحريصون على اقتنائها، إلا أنها لم تجد مساحة بين لوحات ومنحوتات غريبة لا مناص لدى الباحث عن تجميل منزله أو مكتبه من اقتنائها لمزاحمتها اللوحات المحلية.
لا يخفى على معاليكم أن اللوحة جزء من ثقافة أي مجتمع ولهذا فنحن في حاجة إلى زرع وبث ثقافة الفنون البصرية المحلية في نفوس المجتمع لا أن نربي في اجيالنا ثقافات أخرى تنسيهم محيطهم وتراثهم وجمال بيئتهم، فالأمر ليس سهلاً إن أخذناه من زاوية الغزو البصري وتغريب ذائقة الاجيال، وليس صعباً إذا نظرنا إليه من الزاوية الوطنية ودعمنا مبدعينا من خلال فرض نسب اللوحات ودفع التجار والمستثمرين للبحث عن الفنانين والفنانات الذين يملئون أرجاء الوطن..