لاشك أن المدح فن من فنون الشعر أحترمه وأنظمه وأقرأه ولكن ما أشير له هنا هو مدح دخيل على بيئتا وعلى مجتمعنا.
مدح يشابه القدح يسكبه شاعر لبسته حلة [المهايط] فأخذ يوزع أبياته رجاء لقمة هنا وسفرة هناك بل وربما قدح مُدام هنا وغانية هناك.
كلنا نقرأ ونسمع في الآونة الأخيرة أبياتا من المدح تجازت حد الأخلاق وحد اللامعقول بل وأقول إن من يقبلها أن تقال به فهو أتفه من قائلها كيف لا وبعض الشعراء شبه ممدوحه بأنه مخلوق من نور وآخر رآه أفضل من يطأ الأرض بل والبعض قال إنه مثل أركان الإسلام والعياذ بالله ومنهم من ذكر أنه فحل يجب أن يؤخذ من جينه ليلقح نساء العرب ليأتين بمثله!
بربكم هل هذا من المد والأخلاق والشيمة في شيء؟
هل هذا كلام يدل على عقل واعٍ؟ أم على مستشعر مسترزق لا يبالي؟
هل سيبقى هذا الغث من المدح للتاريخ أم سيرمى به وصاحبه في نسيان التاريخ؟
قاتل الله قرشاً سيظهر من تجاوزات الدين والأدب والرجولة وقاتل الله جمهوراً يصفق لمثل هذا السخف.
بقي أن أشير إلى أننا ابتلينا بأنصاف شعراء دعمهم سقط متاع الصحافة الشعبية ليشكلون ذائقة الشعر.