مبارك الشهر على الجميع وجعلنا الله من صوامه وقوامه، لفت انتباهي في الأيام التي سبقت رمضان منافسة شرسة بين متاجر التجزئة في سعيها نحو كسب أكبر قدر ممكن من المشترين وذلك من خلال تقديمها لبعض العروض الترويجية لبعض الأصناف الغذائية التي يتم استهلاكها بشكل مكثف في رمضان. ويضاف الى ذلك تدافع الكثير من الأسر نحو تلك العروض والتي في غالبها تكون وهمية أو مضللة وغير مكتملة بمعنى يكون العرض لصنف واحد وبعدد محدد للشراء.
وقد شاهدت صوراً حقيقية لأحد متاجر التجزئة الكبيرة والذي تعرض لتلفيات ومشاكل نتيجة تدافع المشترين على المتجر بسبب اعلانه عن تخفيضات قبل رمضان بيومين، وهذا يؤكد أننا جميعا مستهلكون وتجار بعيدون كل البعد عن ثقافة الاستهلاك الحقيقية والتي تتطلب التوازن في الاستهلاك والشراء عند الحاجة فقط.
ومن المهم أن نعي جميعاً أن شهر رمضان ثلاثون يوماً ويمكن للشخص أن يتسوق فيه في كافة الأيام وليس قبله فقط، مع ملاحظة أن الأسعار تتناقص في الغالب بعد بدايته، وبالتالي فالتدافع والتسابق لا مبرر له.
ولعله من المناسب الإشارة والإشادة بالمبادرة الجميلة التي أطلقتها وزارة التجارة والصناعة مشكورة من خلال نشر فلم قصير ولمدة تقل عن الدقيقة وفيها تحث المستهلكين على التوازن في الاستهلاك والشراء في رمضان، واشارت فيه الى أن الاستهلاك في رمضان يصل للضعف مقارنة بالأشهر الأخرى على الرغم من أننا نصوم 15 ساعة تقريباً، واشارت أن 45% من النفايات في رمضان تكون لبقايا الطعام، ونصحت المستهلكين بتجنب الاستهلاك العشوائي والحرص على الشراء وفق للحاجة وبقائمة مشتريات معدة مسبقاً، مع تجنب الشراء وقت الصيام والجوع.
ولعلنا جميعاً نعي أن شهر رمضان شهر طاعة وعبادة وليس شهر اسراف وتبذير، أسأل الله أن يديم علينا الأمن والأمان وأن يسهل علينا صيام الشهر وقيامه.