أكتب اليوم عن وطني المملكة العربية السعودية التي سطرت قيادتها وشعبها أجمل وأعظم ما يمكن أن يسطره التاريخ لحمة ومحبة وصدقاً في الولاء، بعد بيان الديوان الملكي الذي جاء فيه :( بناء على الأحداث الجارية في المنطقة وخاصة في (العراق) فقد درس مجلس الأمن الوطني برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظــه الله - مجريات الأحداث وتداعياتها، وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين على حماية الأمن الوطني للمملكة العربية السعودية مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابية أو غيرها من أعمال قد تخل بأمن الوطن ؛ فقد أمر - حفظه الله - باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وأمن واستقرار الشعب السعودي الأبي).
توجيه ملكي مهم في هذه الأيام العصيبة التي تمر بمنطقتنا العربية يقرؤه المواطن بروح المحبة الصادقة لقائده، ويترجمه واقعاً تلمسه الجهات الأمنية المعنية بتعاونه معها وتقديمه كل معلومة عن أفراد أو جهات قد تضر بمصلحة وأمن وطننا الآمن.
إننا في المملكة العربية السعودية ومنذُ تأسيسها وإلى اليوم لم نسع إلى التدخل في شؤون أي قريب أو بعيد مهما بلغت درجت الخلاف معه,بل إن سياسة المملكة العربية السعودية المعلنة وغير المعلنة عدم التدخل في شؤون الآخرين،إلا ما كان فيه مصلحة للأشقاء والأصدقاء ويحقق لهم المزيد من الرخاء والاستقرار, وشواهد ذلك كثيرة لا يمكن أن يأتي عليها هذا المقال.
إن مكتسبات وطننا التي تحققت ما كان لها أن تكون لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم بهذه اللحمة الوطنية النادرة بين كافة الشعب بأطيافه المختلفة والأسرة الحاكمة،فكانت الأسر أسرة والقبائل قبيلة،والوطن واحد.
هذا هو المكتسب الأعظم الذي يجب علينا أن نعززه ونسعى في المحافظة عليه.
فقوة الوطن الحقيقية من داخله،ويجب علينا في ذات الوقت أن نعترف أن جيل اليوم يجهل الكثير الكثير مما يجب عليه تجاه وطنه، ويجهل أهمية أن نكون يداً واحدة قيادة وشعباً،وقد يكون من المناسب تفعيل بعض المناشط الوطنية التي تزيد من اللحمة الوطنية بين كافة شباب الوطن من خلال بعض الحملات الشبابية الهادفة طويلة المدى,لكن الشيء الذي يجب أن يعرفه الجميع أن شباب هذا الوطن يؤمنون إيماناً راسخاً بأن حماية وطنهم مسؤوليتهم دون سواهم، يقولون ذلك تديناً قبل أي شيء آخر.
سألت أحد الشباب كيف تنظر للدفاع عن وطننا؟ سألته هذا السؤال وهو الموظف في القطاع الخاص أي ليس عسكرياً، فقال والله إنني لا أنظر إلى أن مسألة الدفاع عن تراب هذا الوطن المقدس مسؤولية رجال الأمن وحدهم,بل هي مسؤوليتنا جميعاً,وإنه لأعظم شرف أن أقف في الثغور مدافعاً عن بلاد الحرمين وقيادتها وأهلها.
يتفق جميع المواطنين - ولله الحمد - على أنهم مهما كانت خلافاتهم إلا أنهم في مسألة الدفاع عن الوطن جسد واحد ورجل واحد .
يا خادم الحرمين.. شعبك، بل أقول أبناءك (يبيضون الوجه) فكما كانوا مع ذاك الرجل العظيم الملك عبد العزيز يوم العسر فهم معكم اليوم في يوم اليسر والسعة.
يا خادم الحرمين..مكتسبات الوطن التي شقي الآباء حتى تحققت هذه النهضة وعم هذا الأمن لا يمكن للأبناء أن يفرطوا فيها مهما كان الثمن، وهم بحول الله وقوته كما الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان قومه الأنصار ( إيانا تريد يا رسول الله؟ قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، لا يتخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا، إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله.
هؤلاء هم الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن يا خادم الحرمين أحفاد الصحابة نقول لكم مثال ما قال سعد بن عباد لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء).
حمى الله مقدساتنا ووطننا وقيادتنا من كيد كل كائد ومكر كل ماكر.
والله المستعان،،