1 - الكلام صوت العقل وصورته.. بكل مفاهيمه وقيمه وقدراته وسعة مداركه.. فقد مد حكيمنا العربي رجليه بعد ما سمعه من كلام.. وطلب حكيم غربي من أحدهم أن يتكلم كي يراه.. واليوم سوف أحاول أن أقرأ شخصية الأمير خالد الفيصل من خلال كلامه هذا العام.
2 - في كتابه (بناء الإنسان وتنمية المكان).. ترددت كلمة (الأول) وهيمنت على سطور مقدمة الكتاب في استشهاداته ووعوده وأمانيه ورغباته.. فإذا أتت فيما أنجز تحسها تفاخراً.. وإذا أتت في وعوده تحسها التزاماً.. وإذا أتت في أحلامه تحسها أماني.. وإذا أتت في ثنائه تحسها امتناناً.. ولديه شغف بأن يكون الأول.. ففي مقدمة الكتاب يتفاخر بسرد أولويات عديدة منها:
* تلفزيون أبها: (أول) محطة تلفزيون ملونة في المملكة.
* مياه أبها: (أول) مشروع تحلية مياه في العالم تضخ مياه إلى مثل هذا الارتفاع.
* نادي أبها الأدبي: (أول) نادٍ أدبي يملك مقراً في المملكة.
* دائري أبها: (أول) دائري حول مدينة في المملكة.
* تلفريك أبها: (أول) تلفريك في المملكة.
* جامعة الملك خالد بأبها: (أول) جامعة بالجنوب.
* جريدة الوطن بأبها: (أول) صحيفة يومية في المنطقة الجنوبية.
3 - في أمانيه تجد أن أول تصريح له وقد صار وزيراً للتربية والتعليم هو أن يكون مجتمعنا من مجتمعات العالم الأول وأن يكون الإنسان السعودي إنساناً منتمياً للعالم الأول.
4 - في ثنائه يستخدم الوصف المطلق بوزن أفعل الذي لا بعده.. فقد كتب في مدخل الكتاب مستقبلاً إمارة منطقة مكة المكرمة على أنها (أغلى) ثقة من (أكبر) رجل في (أقدس) بقعة.. ثم في المؤتمر التاسع لوزراء التربية والتعليم العرب في تونس الشهر الماضي قال إنه اختير (لأشرف) مهنة في الوجود.. وفي تدشينه فعاليات الأندية الموسمية على مستوى المملكة الأسبوع الماضي وصف الطلاب بأنهم الثروة الأثمن للوطن.
5 - أما في وعوده فقد وعد بإطلاق أَسْر التعليم المختطف.. ونحن الآن في انتظار أن يفك أسره.. ولا نملك إلا أن ندعو له.. ونقف منه موقف المتفرج.
6 - الفقرات الآنفة هي ما قاله هذا العام (1435هـ).. أما ما قاله شعراً قبل ثلاثين عاماً فهو:
«ما أحب أنا المركز التالي (الأول) أموت وأحيا به».
7 - خالد الفيصل نفس تهفو للتفوق.