استوقفتني عبارة نشرت في موقع قناة أخبار عالمية تنصح النساء بالاهتمام بصحة وبمزاج أزواجهن أثناء إقامة مباريات مونديال كأس العالم لكرة القدم، والحرص على تقديم أنواع معينة من الأطعمة ذات الفوائد الغذائية والتي لا تتسبب برفع ضغط الدم! وكنت أظن أن التقليعات الغريبة والاستنفارات الموسمية سمة لمجتمعنا فقط، ولكنني اكتشفت أنها ذات صبغة عالمية!!
ويعد مونديال كرة القدم الحدث العالمي الأبرز الذي تجتمع عليه جميع شعوب الأرض بعيداً عن انتماءاتهم الدينية والجنسية والعرقية وغيرها.
وبرغم ما يرافق المونديال من حشد وقلق وتوتر ومنافسات عارمة تصل لحد النزاعات والضرب والعض أحياناً من قِبل بعض اللاعبين؛ إلا أنها تجمع الناس جُلَّهم على وجهة واحدة ومتعة فريدة، وهو ما يجعلني احترم هذا الحدث العالمي وأرقبه عن بعد دون استمتاع به، حيث لم يجعل الله بقلبي ميلاً لكرة القدم وغيرها من الرياضات التي لا أمارسها بنفسي.
ولأني أفهم أن أبطال المونديال هم اللاعبون فقط بمشاركة المنظمين من الدول، والإداريين بصورة غير مباشرة؛ فإني أعجب من الاهتمام بمزاج وصحة الجماهير من المتفرجين والمشجعين عن بعد! لا سيما فيما يتعلق بنوعية الوجبات الغذائية التي تقدم لهم أثناء متابعتهم المباريات! وأعجب أكثر من تصرف أحد الأزواج حينما أصدر تعليمات صارمة وتوجيهات حازمة لزوجته بعدم طلبها منه القيام بأي عمل أو خدمة لها أو للمنزل سواء إحضار مستلزمات البيت أو توصيلها للسوق أو لزيارة أسرتها أو صديقاتها! وهذه خصوصية سعودية فقط! حيث يمكن لأي زوجة في العالم قيادة سيارتها أو استخدام النقل العام دون الحاجة لمنّة زوجها أو الانصياع والرضوخ لتوجيهاته القمعية في هذا الخصوص!
يأتي المونديال هذا العام في شهر رمضان؛ وهو حالة استنفار ولكن من نوع آخر!! حيث تنشط القنوات الفضائية العربية ببث برامجها ويبدأ التنافس على أشده، مما حدا بأحد الوعاظ بطلبه مقاطعة بعض القنوات بصورة خاصة برغم تشابهها مع بقية القنوات الأخرى في المحتوى واختلافها في الأسلوب، وقد تنجح جهوده بانصراف المشاهدين عنها بسبب متابعة المونديال؛ ولكنهم لن يلبثوا غير قليل ليعودوا لقنواتهم الفضائية ومتابعة المسلسلات الرمضانية في وقت إعادتها لاحقاً وممارسة الاجترار السنوي حيث تكفي إعادة مسلسلات رمضان لعام كامل قادم!
سينتهي المونديال وسينال الكأس من تعب واجتهد فقط، وسيرحل رمضان وسيكسب فقط من قدم عملاً صالحاً بنية طيبة.