من الظواهر السيئة المشاهدة التي لا تخلو منها مدن المملكة ولاسيما الكبيرة ظاهرة تسلق الأرصفة والخروج من مسار الطريق المسفلت إلى الشوارع الترابية الموازية، فبعض السائقين -هداهم الله- على أهبة الاستعداد لممارسة هذه الظاهرة السيئة في أي لحظة يشعرون فيها بالزحام غير مبالين بما يحدثه من ارتباك لسائقي المركبات الأخرى وركابها فتجدهم مخلفين وراءهم غباراً متصاعداً لا يخلو من الحصيات التي تسبب معاناة للذين يشتكون من حالات الربو إضافة إلى ما تحدثه في بعض الأحيان من تلفيات للمركبات القريبة منها، وهذا السلوك غير حضاري ومضر بالجميع حتى الذين يرتكبونه فمركباتهم تتعرض للتلفيات عندما يتسلقون الأرصفة كذلك هذه الأرصفة بنيت بمئات الألوف وفائدتها تشمل الجميع فهي من علامات جمال شوارع المدينة وما توفره من سياج يجعل المركبات تسير بعيداً عن الاختناقات فلهذا لا بد من المسئولين عن المرور في المملكة من التصدي لهؤلاء المستهترين ومحاسبتهم وتوقيفهم واتخاذ أشد العقوبات تجاههم لأن ما يمارسونه من تجاوزات يدل على استهتارهم بالمواطن ومكتسبات الوطن وما يخلفونه من سمعه سيئة عن المملكة ونسوا أنهم عندما يغادرون المملكة بمركباتهم للدول المجاورة تجدهم يتقيدون بأنظمة المرور ويحرصون على تطبيقها بكل دق لأنهم يدركون أن العقوبة ليست بعيدة عنهم أما وطنهم الذي عاشوا فيه وتنعموا بخيراته فليس له نصيب في حياتهم وممارستهم اليومية سوى هذا السلوك المشين، وهذا بلا شك مناقض لروح المواطنة التي يجب أن تكون سلوكاً يمارس في ميادين الحياة فمن خلال هذا المنبر أوجه أيضاً دعوة مخلصة لمن ابتلوا بهذا السلوك أن يفيقوا من غفلتهم ويتذكروا أنهم مسلمون ويعيشون في المملكة العربية السعودية التي تعتبر أراضيها من أقدس بقاع الدنيا لوجود الحرمين الشريفين فيها وما يتمتعان به من رعاية واهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ومن ورائهم شعب المملكة العربية السعودية الوفي.
والله من وراء القصد.