تضاعف الحراك السياسي فجأة وبعد هدوء نسبي شهدته الأسبوع الأول من شهر رمضان المعظم اكتفى خلاله السياسيون بمتابعة مباريات كأس العالم وهجروا النقاشات السياسية التي ملها الرأي العام وتركها جانبا مؤثرا المسلسلات والأعمال الدرامية المحلية ... فبلا مقدمات، أعلن الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس ورئيس الحكومة الثانية بعد الثورة، بأنه من الفضل التمديد في أجل الترسيم بالقائمات الانتخابية وذلك على خلفية الأرقام الهزيلة المسجلة طيلة الأسبوعين الماضيين.
فبالرغم من إقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بضعف الإقبال على مكاتب التسجيل للانتخابات حيث لم يتجاوز عدد المسجلين 110 ألف ناخب من جملة حوالي 8 ملايين يخول لهم القانون المشاركة في الاقتراع، إلا أن رئيس الهيئة شفيق صرصار استبعد فكرة التأجيل مرة أخرى في فترة التسجيل باعتبار أنها مرتبطة بروزنامة شاملة للمواعيد الانتخابية القادمة التي حددها الدستور الجديد وصادق عليها المجلس التأسيسي. المتتبعون للشأن المحلي حذروا من تداعيات تبادل التهم بين الهيئة المستقلة للانتخابات وعدد من قياديي الأحزاب الفاعلة والتي ترى بأن ضعف أداء الهيئة هو المتسبب في عزوف التونسيين وأساسا منهم الشباب عن التسجيل في الانتخابات، فيما تعتبر الهيئة إن الأحزاب السياسية الأكثر حضورا في الساحة وخاصة منها أحزاب الترويكا المستقيلة، هي التي تقف وراء ضعف نسق التسجيل من خلال تغذيتها للجدل السياسي العقيم بما خلق شعورا بخيبة الأمل لدى عموم التونسيين الذين فقدوا الثقة في الطبقة السياسية برمتها.
بعض القياديين في الأحزاب السياسية الفاعلة شددوا على ضرورة التمديد في اجال التسجيل حتى يتم فتح المجال مجددا أمام من لم يقم بواجبه الأولي، إلا أن أغلبها تناسى أن في ذلك تأجيل إلي لبقية المراحل اللازمة في العملية الانتخابية مما يعني أوتوماتيكيا تأجيل المواعيد الانتخابية المعلن عنها رسميا، وبالتالي تهديد المسار الانتقالي وتوجيه ضربة قاصمة للتمشي الديمقراطي للبلاد.
فالباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس لم يتردد في القول بأن عدم التسجيل بكثافة في القائمات الانتخابية سيخدم أحزاب الترويكا وتحديدا النهضة التي كانت استفادت من ضعف الإقبال على الاقتراع يوم 23 أكتوبر 2011 فحققت فوزا كبيرا على بقية الأحزاب.
السبسي استدل على مقترحه التمديد في فترة التسجيل، بالقول بأن هذه الفترة التي تنتهي يوم2 يوليو الجاري، ليست كافية لتسجيل أكثر من 8 آلاف ناخب لم يسجلوا إلى اليوم منهم 700 ألف تونسي بالخارج، ومقرا بأن الأيام المتبقية من فترة التسجيل لن تسمح إلا بتسجيل 200 ألف ناخب في أفضل الحالات، وداعيا إلى وجوب الإسهام في تغيير الخارطة السياسية التي هيمنت على المشهد المحلي منذ الثورة.