لأنها محصنة من أي عقاب دولي، تتمادى إسرائيل في جرائمها التي تتجاوز حتى تصنيفات المجتمع الدولي والأمم المتحدة للجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
إسرائيل الآن تحرق قطاع غزة غير آباهة بكل الاحتجاجات وصرخات الغضب الدولية والتي تطالب إسرائيل بالكف عن ارتكاب هذه الجرائم ضد مواطنين أبرياء محاصرين في مدن قطاع غزة، وهي التي حرمتهم بحصارها الجائر عن الحصول على غذاء يسد حاجة أهل القطاع الذين أصبحوا يقتاتون أقل ما يمكن من الغذاء بعد أن سدت كل المنافذ وبوابات العبور، ومع تقلص الغذاء انعدم الدواء وأصبحت المستشفيات ذات الإمكانيات المتواضعة شبه خالية من الأدوية، يضاف إلى ذلك تلوث المياه وندرة المياه النظيفة. وفي ظل هذه الأوضاع المتردية تشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي غارات للطيران الحربي على أكثر من مئة هدف في مدن قطاع غزة، وجميع هذه الأهداف تعد مدنية، إذ هُوجمت مزارع ومنازل، مما أدى إلى استشهاد قرابة العشرين مواطناً فلسطينياً بينهم أطفال، وتم تدمير العديد من المنازل. ومع كل هذه الضحايا والتدمير الذي تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية، يجري الاستعداد لاستمرار هذا العدوان الإسرائيلي، إذ أعلنت حكومة الإرهابي الكبير نتيناهو بأنها قد تقوم بإدخال قوات برية إسرائيلية إلى المدن الفلسطينية في قطاع غزة، وأنها استدعت أربعين ألف جندي وضابط من الاحتياطي، وهو مؤشر إلى توسيع العدوان على قطاع غزة.
ويأتي هذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة متسقاً مع سقوط الهدنة الهشة بين الفلسطينيين والإسرائيلين بعد إقدام الإسرائيلين على ارتكاب أبشع جريمة غير إنسانية في العصر الحديث، حيث قام مستوطنون أرهابيون إسرائيليون باختطاف طفل فلسطيني لا يتجاوز الرابعة عشرة، وقد أجبر الإرهابيون المستوطنون الطفل الفلسطيني على شرب البانزين ثم إحراقه رداً على مقتل ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل.
حرق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير ونشر رماده فوق جبال القدس -كما اعترف المستوطنون الإسرائيليون- مرَّ مرور الكرام، ولم تواجه هذه الجريمة الإسرائيلية النكراء بالموقف المنتظر والتعامل مع جريمة بشعة تمثلت في حرق إنسان ونثر رمادة على الجبال والوهاد، جريمة لا تغتفر، ولا ندري كيف كان الموقف لو أن الضحية كان شاباً أو طفلاً يهودياً...!!
سكوت المجتمع الدولي عن جرائم الإسرائيليين، وتغطية جرائمها بـ (الفيتو) وغيره، ومنع الأسرة الدولية عن عقاب الكيان الإسرائيلي، يدفعها لارتكاب المزيد من العدوان على الفلسطينين العزل.