من يستخدم جسر الملك فهد بين السعودية والبحرين، وبشكل مستمر، إما للدراسة في جامعات البحرين، أو لاستخدام مطار البحرين الدولي في السفر إلى الخارج، لعدم توفر الرحلات المطلوبة، وبشكل كافٍ ومنافس، أو السفر لزيارة مريض، أو المراجعة لمستشفى، بل حتى السفر بغرض الاستجمام والتمشية، يدرك أن قضاء ساعتين على الجسر، ومثلها في العودة، هي أفضل حالات السفر، لأن الازدحام على الجسر قد يزيد ساعات الانتظار إلى ثلاث وأكثر!
هل النظام الإلكتروني المستخدم في الجوازات والجمارك بات قديماً، وبطيئا جداً، مما يجعل إجراءات مسافر واحد، تعادل إجراءات خمسة مسافرين في حال استخدام نظام إلكتروني متطور وسريع؟ هل الكوادر البشرية في الجسر، من موظفي الجوازات والجمارك، ومن كلا الدولتين، لم يعد كافياً أمام كثافة السفر بين البلدين؟
هل الكفاءات البشرية في الجسر غير جيدة، أو غير مدربة؟ أم أنها لا تأخذ أمر الازدحام على محمل الجد، ولا تهتم بأرتال سيارات المسافرين المنتظرين، وفي ساعات الظهيرة الحارقة؟ وتتعامل مع الأمر من واقع ساعات الدوام التي سيقضيها، بصرف النظر عن ثقافة الإخلاص في العمل، وعدد الإنجاز لجوازات المسافرين؟
يقول السفير السعودي في البحرين بأنهم على وشك تطبيق نظام «النقطة الواحدة» على الجسر، لتسهيل إجراءات الدخول على مساريه، الذي بتطبيقه سيؤدي إلى منع تكدس الشاحنات وازدحام مركبات المغادرين، وأشار إلى أن الجانب السعودي سيطبق ذلك أولا، حيث سيتم إيجاد نقطة مشتركة بين الجانبين السعودي والبحريني، حتى الانتهاء من تعديل بعض المسارات، وبعض المشاريع على الجسر التي يتوقع أن تنهي كثيراً من الازدحام!
كلام جميل يا سعادة السفير، ومن حيث الجانب النظري يبدو نظام النقطة الواحدة أمراً مخففا للزحام، لكن هل تعلم أن معاناة الازدحام هي من الجانب السعودي بالدرجة الأولى؟ بمعنى أن المسافر الذي يضطر إلى الانتظار ساعتين في الجانب السعودي، قد لا يحتاج إلا لبضع دقائق في الجانب البحريني، بمعنى أن النقطة الواحدة قد يخفف الزحام، لكنه لن يحل المشكلة في تلكؤ وتباطؤ الموظفين، وبالذات موظفي الجوازات، الذين يتعامل بعضهم بشكل فوقي واستعلائي مع المسافر، ولا يشعر بمعاناته وانتظاره الطويل، بل وظروف بعض المسافرين من الطلاب والمرضى والمرتبطين بمهام ومواعيد عمل محددة!
إذا كان هذا الزحام الكثيف، وساعات العمل الطويلة، هي السبب في التأثير على نفسيات موظفي الجوازات، فلماذا لا تقلل ساعات العمل إلى النصف، والعمل على شكل ورديات عمل لهم؟ ولماذا لا يمنح لهؤلاء حوافز مادية وغير مادية؟ ولماذا لا تفرض عقوبات على المتهاونين في العمل؟
فهل ثمة تبرير لموظف جوازات يستلم هويتي الوطنية مثلا، ثم يغلق الزجاج المظلل لمدة ثلث ساعة، أسمع خلالها قفشاته ونكاته مع زميله، ثم أخيراً يناولني بطاقتي مصحوبة بسحابة دخان من سيجارته؟
أعتقد أن هناك بعض الموظفين المتهاونين في الجسر، والذين يؤثرون على زملائهم المتميزين، بإلهائهم عن عملهم، هم من تجب مراقبتهم ومعاقبتهم، وإشعارهم أن خدمة المسافر واجب، وليست فضلا ومنّة منهم!