حينما ظهرتُ في الحلقة الشهيرة لبرنامج «صباح السعودية» عام 2010، أشرتُ إلى نقطة مهمة، ملخصها «أن التلفزيون مؤسسة معنية بصناعة البرامج الحوارية التي تقوم بمواجهة المسئولين ووضعهم أمام سلبياتهم.. ويجب على التلفزيون، كونه يقوم بهذا الدور أن يتّسع صدره لكل من ينتقده».
كان هذا تمهيداً لكي أنتقد التلفزيون في عقر داره:
- كيف بالله عليكم تؤخرون مكافآت شبابنا وشاباتنا المتعاونين معكم بالستة أشهر وأكثر، إلى درجة أن الواحد منهم صار لا يمتلك قيمة بنزين السيارة التي ستقله لمقر عمله؟!... كيف تسمحون لأنفسكم بفعل ذلك في حين أن الأجانب يسرحون ويمرحون بالعقود غير المنطقية وغير المبررة؟!
ثم صار الغضب العارم على هذا الكلام وعلى كلامي عن البطالة، وراح من راح فيها. كان هذا قبل قرار إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون.. أما بعدها، فأشعر بنفس الحساسية من النقد. ولا أزال رغم كل ما حدث سابقاً، لا أفهم كيف تضع المؤسسة على عاتقها مسؤولية نقد الجهات الحكومية والأهلية بكل جرأة، ثم تغضب إذا انتقدها شخصٌ أو مجموعة أشخاص.
اليوم، لا أحد يستطيع مصادرة الرأي، سواءً كان هذا الرأي في تغريدة أو في مقالة أو في مشهد.. ربما سيكون لك تحفظٌ على الرأي المطروح، لكنك لن تصادره، ولن تسفّه من طرحه.. وسيظلُّ من حقك أن ترد عليه بدون أيِّ غضب، أو أن تدع إنجازاتك ترد عليه.
اليوم، أنا لا يهمني إلاَّ أن تنتهي هذه المأساة المستمرة، وأن يدفع التلفزيون الحقوق اللائقة للمتعاونين والمتعاونات نهاية كل شهر، فهؤلاء هم الصنّاع الحقيقون للتلفزيون وهم رهانه الوحيد.