- قلتُ: اكتويتُ
- وللبحرِ أسرارهُ الغائباتُ
- وقد غبنَ عنِّي
وجدَّفتُ، جدَّفتُ حتى شَرِقتُ من اليأسِ،
والغربةِ المالحةْ!
- ثم ماذا؟
- على شاطئ سرمدي الزوايا ارتميتُ
وروحي إلى النورِ ترنو
ويدنو
وفي لحظةِ الكشفِ جفَّ الكلامُ،
احتملتُ ظلالي، وسرتُ
- وماذا رأيتِ؟
- صراعًا، وحربًا
- جنونًا، وحبًّا
- غرورًا، وموتْ
وطينا يحاربُ في غمرةِ التيهِ طينا،
وباسم الإلهِ.. يؤثث قابيلُ مملكةً من دماءْ
يعلمُه الطيرُ كيف البدايةُ
تصبحُ خاتمةً للضياءْ
وكيف يدسُّ الندامةَ في غربةِ الروحِ،
كيف تموتُ البلاغةُ، والحبُّ، والأنقياءْ
ويجلسُ إبليسُ متشحاً بالبياضِ
يُدّرِّسُ أتباعهُ المعجزاتْ،
يُلقِّنُهم: بلاغةَ ما تقتضيهِ الصفاتُ..
مفاهيمَ سيرتهِ الكادحةْ!
- وهل صدَّقوه؟
- ومن ذا يكذبُ من تجتبيهِ المرايا،
ومن ذا يُكَذِّبُ من حوله تسود الحروفُ،
تُرتجلُ الأغنيات؟!
- وهل كان بعد الغَيابةِ عَوْدٌ؟ قالت الريحُ
- قلتُ: استفيقي،
وهل يملِكُ العَوْدَ ميتُ؟!