لا يكاد العربي المعتز بعروبته الفخور بقيم ومبادئ دينه الإسلامي الحنيف.. أن يحيط بكل الأسباب الموجبة لكل هذا الذي يجري في البعض من أنحاء بلاده العربية.. من عبث أصاب ببلائه كل نفس عربية وليس من هم يعيشون ظروفه الصعبة التي أفقدتهم نعيم الأمن والأمان وطال الأعراض والأرزاق.. ومما يزيد من هول ما يحدث كونه بين عربي وعربي ومسلم ومسلم.. فيما لا يبيح ذلك الدين ولا يقره.. تلك الشعوب كرمها الله بالإسلام.. فحري بها أن تعي فضائله.. أوَليست تستظل بظله.. وكما يقول رسول الهدى نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه لمن يظلمه).. بل يدافع عنه وكما قوله عليه أفضل الصلاة والتسليم.. (الله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه).. يعني أنك إذا كنت في حاجة أخيك تقضيها وتساعده عليها فإن الله تعالى يساعدك في حاجتك ويعينك عليها جزاء وفاقا.. إنما يحدث لتلك الشعوب من مثل تلك الاستباحة والإذلال من قبل البعض ممن يدعون الانتماء إليها وإلى دينها لا يمكن إلا أن يكون إلا ناكراً لدينه وقيمه العربية الأصيلة.. التي لا تتيح غير أخاء الإسلام ووفائه وهؤلاء ممن يسيرون في ركب أعداء دينهم والمتربصين بهم ممن لا ينظرون إلى المسلمين إلا من خلال العين الصليبية.. ومن لا تخفى مساعيهم لزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد بغية الوصول إلى تحقيق مصالحهم التي لا تتأتى إلا من خلال أضعاف العرب والمسلمين.. ولتفادي خطورتهم وهم لذلك لا يتورعون في كل ما من شأنه إشعال الحروب الأهلية مما يديم ويبقي على التخلف في تلك البلدان والإبقاء عليه مما يضمن التبعية لهم.. وليكون لهم الحظ الأوفر في ثروات تلك البلدان فيما لا يخفى مدى أهميتها لهم.. متى صار استحواذهم عليها فيما تلك الشعوب تعيش أجواء ظروف الخلافات والحروب الأهلية وما ينتج عنها من مآسٍ لعل أدناها هجرة أبناء تلك البلدان وتشردهم.. لكن هل من آمل في صحوة.. هل من أمل في يقظة؟ كل الدلائل تشير إلى غير ذلك بكل أسف.. بعد أن انفصل البعض عن قيم دينهم وموروثات ما كان من أجداد عظماء خلفوا جيلاً شأنه مختلف عن شأنهم.. بعدما صاروا إلى الغلو في الطمع المادي.. وفضلوا شأن الدنيا على ما سواه مما يجمع الفضيلتين فضيلة مسعى الخير في الدنيا وفضيلة جزاه في الآخرة.