لعل من أهم المؤشرات المعتمدة لقياس مدى قوة الدوري الرياضي للأندية المحترفة وأهميته على مستوى دول العالم هو مقدار قيمة الرعاية الحصرية لذلك الدوري ، ومن ثم يأتي ترتيب النقل التلفزيوني بصورة مباشرة ثانياً، بعد قيمة الرعاية الحصرية له كأحد أهم المعايير التي تؤخذ بالحسبان عند تقييم أي دوري للمحترفين وترتيبه حسب المقياس العالمي لترتيب الدوريات بين الدول ،،،
وقد شهدنا خلال السنوات الخمس الماضية ما حدث من نقلة نوعية كبيرة في قيمة حقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي للمحترفين، أكد على أهمية ذلك الدوري وقوته ، حيث حصل ذلك الارتفاع بقيمة النقل التلفزيوني للدوري بالتزامن مع ارتفاع قيمة الرعاية الحصرية له، عندما حصلت شركة عبد اللطيف جميل على حقوق رعاية الدوري كما هو معروف ، ولعل ما أكده المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ عدنان المعيبد خلال الأيام الماضية بخصوص توصية الاتحاد لرفع قيمة النقل من خلال الخطاب الذي رفع الى اللجنة المختصة بالنقل التلفزيوني، والذي أوصى برفع قيمة النقل التلفزيوني للدوري إلى ضعف المبلغ الحالي أي من 150 مليون ريال إلى 300 مليون ريال سنوياً ، فمن خلال تلك التوصية يسعى اتحاد كرة القدم إلى زيادة مداخيل الأندية التي ما زال أغلبها يعاني ضعفاً كبيراً في الرعايات وفي الاستثمار كذلك ، ويمكننا القول إنّ ما يتم تداوله خلال هذه الأيام من وجود منافسة كبيرة بين القنوات الفضائية الرياضية سواء الداخلية منها أو الخارجية، على الرغبة في الحصول على حقوق النقل التلفزيوني الحصري لدوري عبد اللطيف جميل، ليؤكد للجميع على مدى أهمية دوري المحترفين السعودي، وأن قيمة حقوق النقل ما زالت تنمو عاماً بعد عام وموسماً تلو الآخر وأن الدوري لديه عدد كبير من الجماهير المتابعة والتي تتنافس من أجلها تلك القنوات الفضائية وتسعى حثيثاً للفوز بتلك الحقوق ..
إنّ هذا الاتجاه الإيجابي والتنامي قي قيمة النقل التلفزيوني، يعتبر ظاهرة مميزة وخطوة رائعة سترفع من إيرادات الأندية المحترفة، ويساهم في حل العديد من مشاكلها المالية لأنه سيزيد من حصة كل نادٍ من أندية دوري عبد اللطيف جميل، وبنفس الوقت إن زيادة قيمة النقل التلفزيوني تعتبر معياراً جيداً سيساهم في رفع وزيادة مستوى تقييم الدوري ككل، وبالتالي ترتيبه على مستوى دوريات كرة القدم العالمية ،،،
ويأتي هذا التنافس لما يمثله دوري عبد اللطيف جميل من أهمية ومجال خصب للاستثمار الرياضي في أهم مجالاته وهو النقل التلفزيوني ، فمتابعو الدوري بمئات الآلاف بل وعلى مستوى الدول المجاورة كذلك، وهذه الشريحة الواسعة من الجماهير يشكلون فرصة إستثمارية لا يمكن الاستهانة بها، بل إن الغالبية العظمى من تلك الشريحة هم من فئة الشباب الذين تجذبهم المنتجات بمختلف أشكالها و أنواعها و بصورة كبيرة ،،،
لذا فإن على الشركة الفائزة بتلك الحقوق مراعاة العديد من الاعتبارات التي تهم شريحة واسعة من الجماهير، لعل أهمها تدارك الأخطاء السابقة وتحسين جودة النقل والتغطية التلفزيونية ، ولا يقل عن ذلك أهميةً أن يستمر الدوري مفتوحاً للجميع كما هو في المواسم السابقة ، أي أن لا يتم تشفير النقل أو تحديد أو بيع ذلك الحق للمشاهدين برسوم إلا إن كانت رسوماً رمزية ومدروسة بدقة ،،،
فمن أهم مزايا الرياضة وكرة القدم خصوصاً أن نسبة متابعتها عالية وللجميع الحق أن يستمتع بمشاهدتها بمختلف شرائح الجماهير ، لأن احتكار المشاهدة سيؤدي ولو بصورة جزئية الى عزوف الجماهير عن المتابعة موسماً بعد آخر، وبالتالي سيؤثر ذلك وبصورة مباشرة على الشركة ولو أدى الى ارتفاع إيراداتها بصورة مؤقتة، ولكنه بنفس الوقت قد يؤثر على الدوري وشريحة جماهيره على المستوى البعيد، فهناك الكثير من المباريات التي لا تتمتع بمتابعة عالية من قِبل الجماهير ،
لذا لابد من العمل على توسيع شريحة الجماهير عبر استمرار المشاهدة المفتوحة للمباريات لاستقطاب أكبر قدر ممكن منهم، فكلما زاد المشاهدون زادت رغبة الشركات المعلنة في الظهور ، بل إن الذي جعل تلك الشركات تتنافس من أجل الفوز بحقوق النقل التلفزيوني هي تلك الشعبية الكبيرة والجماهيرية العريضة لكرة القدم والمتابعين للدوري ،
فلابد على الشركة الفائزة وضع العديد من الخطط التسويقية لاستثمار الإعلانات التجارية، كونها مصدر الدخل الأساسي الذي ستعتمد عليه، بالإضافة إلى البرامج الحوارية والتحليلية وبيع بعض المزايا الإعلامية وما إلى ذلك والبعد عن التشفير ما أمكن،،،،