هذا الكتاب يتناول ما هو واضح من وجوه الإسراف في حياة الناس في الطعام واللباس والزينة والبنيات والأثاث وألعاب الأطفال والنفقة على المظاهر.
الكتاب بعنوان (ولا تسرفوا) وتقول المؤلفة عابدة المؤيد العظم:
ما لنا نحن العرب خاصة نضيع ثروتنا في الترف بالمظاهر الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيتشارك بعض النساء وبعض الرجال كل بنصيب مفروض في هذا الإسراف فمنه ما تهدره النساء ومنه ما يتكفل به الرجال!
أما حظ النساء فهو للتجمل والتزين ومما لابد منه للمرأة.. فتجد الفتيات قسمان أموالهن لاقتناء حلية ثمينة لا تلبس مثلها النساء إلا في المناسبات العظيمة التي لا تتكرر.
وتدفع الواحدة آلاف الريالات للحصول على ساعة ذهبية غالية.. وتبدد بعض النساء قسماً آخر على الزينة الفاخرة فلا ترضى إلا بالشراء من الدور العالمية المشهورة.
وأما حظ الرجال من السرف في المظاهر فهو في كل شيء: فإذا ذهب بعضهم ليشتري سيارة كان اختياره مبنياً على نظرة الناس إلى مثلها.
وإذا أراد السكن بحث عن المسكن الذي يليق بمكانته الاجتماعية.
وإذا مرض اختار مستشفى تليق بقدره!
وإذا بلغ أولاده سن المدرسة وضعهم في أحسن المدارس سمعة وأعلاها أجرا ويقول: ليتعلموا جيداً ولكنه يفعل ليبدو كبيراً.
وتقول المؤلفة: وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تعوذ من الفقر وعلم أصحابه التعوذ منه إلا أنه شدد أكثر على مغبة الافتتان بالدنيا واللهاث وراءها.