ليس ثمة ما هو أشد روعة من ذلك الإنجاز العظيم المتمثل فيما صار من توسعة وتطوير الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، مما أصبح في مقدمة عجائب هذا العصر مثلما هو ناتج جهد رجال عظام وقادة صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ملوك هذه الدولة العظيمة دولة الأمن والطمأنينة، ممن أراد الله لهم أن يكونوا الأمناء على هذا الدين الإسلامي الحنيف وعلى مقدساته مثلما العناية بها وبمرتاديها من الحجاج والمعتمرين والزوار، حين ذللت أمامهم الصعاب مما يسر لهم أداء مناسكهم باليسر والسهولة وفي ظروف الأمن والأمان واليسر والراحة ووفرة الأرزاق، كل ذلك بفضل الله ثم بفضل القيمين على هذا الشأن العظيم، مما صار محل إكبار وتقدير العالم الإسلامي كله بل والعالم أجمع، إنجاز، بل إنجازات لا تلحق في مجدها وما بلغته من مدى، محاطة بسخاء العطاء وديمومته عطاء بل عطاءات لا تلحقها منة ولا طمع في الإشهار أو الشهرة، عطاء السائرين وفق هديه وفي ضوء دينه وسنة رسوله نبي الهدى محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، ما أجلها من خدمة، وما أعظمهم من رجال، ولدوا ونشؤوا وتربوا في كنف دين لا تشوبه الشوائب، ولا تلوثه السياسة، فكان منهم ولهم هذا النجاح المؤزر، مثل ما نالوه من حب وتقدير وإجلال العالم الإسلامي كله... مثلما سوف ينالونه من جزاء الله ومثوبته، أي إنجاز أشد وأروع من هذا الإنجاز عمل عظيم كله وجله من أجل الإسلام وراحة وسعادة المسلمين، ومهما قيل عنه فهو فوق ما يقال، فكم شرف فوق هذا الشرف.