المُسمى الشعبي الذي نُطلقه في نجد على (الحبحب) أو (البطيخ) هو (الجح)! رغم أن أقرب ما يوصف به النوع (القرعي) ذو اللون الأحمر من الداخل في معاجم اللغة؟! هو (الحَبْحَبُ)!
لسنا في نجد من نُحرف المُسميات وحدنا؛ فهو يُعرف في الحجاز (بالحبحب) وهو الاسم الأصح، بينما في أرض الكنانة يعرفونه (بالبطيخ الأحمر)، وفي الخليج والعراق اشتهر بـ(الرقّي) نسبة لجلبه من (الرقة) في سوريا. عموماً، أشهر عبارة ارتبطت ببيع (الجح) في الأسواق أو في الطرقات هي (حبحب على السكين)، للتأكيد وضمان أن (البطيخة حمراء) وطعمها حلو!
ارتباط البطيخ أو الحبحب أو الرقّي (بالسكين) ارتباط أزلي. ولكوني كاتباً (ديمقراطياً) و(غير ديكتاتوري) سنتفق على تسميته (بالجح) فيما بقي من مساحة المقال. وبالمناسبة، في أمريكا والمكسيك يُقدم (الجح) في المآتم؛ إذ يُعتبر طعاماً للاحتفال (بيوم الموتى)، الذي ابتدعه المكسيكيون في (الثاني من نوفمبر) من كل عام لتذكر أجدادهم ومن يعزّون عليهم ممن فارقوا الحياة بالأكل بعيداً عن الحزن و(اللطمِيات)، وأطلقوا على تلك الطقوس التي من بينها أكل الجح (Dia de Muertos)، وهو يوم تكثر فيه (الخُزعبلات) وتعليق الجماجم حتى تشعر بأن هناك (عرقاً عربياً) في الموضوع!
عموماً، نعود (للجح) و(السكين)؛ إذ تسبب هذان المتلازمان في توجيه التهمة (لزوج أمريكي) بداعي أنه (هدد زوجته) بالقتل من الدرجة الثانية، بعد أن ادعت عليه في المحكمة بأنه (نحر البطيخة) بالسكين بطريقة وحشية، وترك السكين مرتكزة وسط (الجحة)، معتبرة أن ذلك (تهديد مبطن)!!
طبعاً، منذ سمعت بالتهمة وأنا أتحاشى جلب (الجح المذبوح) للمنزل خوفاً من سوء الفهم، والموضوع فيه غرامة (50 ألف ريال)، وهي عقوبة ضرب الزوجة؟! فما بالكم بتهديدها؟! واستبدلت ذلك بالضرب اليدوي (غير المُبرح) على (البطيخة) عند البائع، لاكتشاف نضجها من عدمه دون الحاجة (للسكين)؟!
المفارقة أنه في كل مرة تدخل (كزوج صالح) للمطبخ أنت مجبر على مشاهدة (مجازر) يتم تنفيذها على يد زوجتك (بالسكين) في حق البصل واللحم والطماطم.. إلخ، ولم نسمع يوماً أن هناك زوجاً اشتكى؟!
مَن يدري؟ لربما تُحاكَم النساء مستقبلاً بتهمة (الإرهاب النفسي)؟! مثلما حدث مع الأمريكي (أبو حبحب على السكين)!
وعلى دروب الخير نلتقي.