قرارات مهمة جداً استقبلها الوسط الرياضي خلال الأيام الماضية، تتعلق بالكرة والرياضة السعودية، يتوقع أن تسجل إضافة وتعطي تقدماً مستحقاً، وتضفي إثارة منتظرة؛ وتكون (دفعاً قوياً) إذا ما جاءت خطواتها متوافقة مع نظرة القرار وتطلعاته، وتوقعات الجماهير وآمالها.
أول وأهم القرارات هو تغيير (الناقل) الرسمي الجديد للدوري السعودي الممتاز بعد أن أُنيط إلى مجموعة (MBC) بالشراكة مع القناة الرياضية السعودية (لم تعترف الرياضية السعودية بالشراكة بعد). قرار التحول إلى الناقل (الحصري) الجديد ليس قراراً جماهيرياً فقط، ولا مادياً فحسب، إنما هو فوق ذلك قرار إعلامي، يتضح من (المفاجأة) فيه، وفي توقيت إعلانه واستبعاد المنافسين والراغبين الآخرين، وهو قرار (مستقبلي) أيضاً، يظهره السنوات الطويلة التي اختير للعقد الأول، وربما أن لذلك أبعاداً لم تُعلن.
ورغم أن تفاصيل القرار و(مزاياه) الدقيقة لم يظهر منها سوى (القيمة المادية)، وربما يتم إعلان البقية الباقية غداً في مؤتمر توقيع العقد، إلا أن ما يهم المشاهد هو (التفاصيل الفنية) المتعلقة بأدوات وعناصر وكيفية وصول (المنتج) إليه، واستقباله للمباريات ومتعلقاتها قبل وأثناء وبعد إقامتها، ومدى (المتعة) التي سيحصل عليها، والإضافة التي ستأتي، ونوعية الإثارة، وتطور ذلك.. وأهم من كل ذلك مُستقبل النقل وما إذا كان سيستمر متاحاً ويشاهد عبر القنوات المفتوحة، ولا يتم تشفيره بعد العام الأول (كما ينقل ويتردد حالياً). ولعل مؤتمر الغد يوضح ويكشف كل ذلك.
في هذا الشأن (النقل المفتوح) تستحق القنوات الرياضية السعودية أن يقال لها (كثر الله خيرك)، فخلال السنوات التي منحت فيها امتياز النقل أراحت المواطن والمشاهد في كل مكان من تبعات النقل المشفر وأدواته وطرقه و(ابتزازات) المحال والأجهزة المرهقة وتكاليفها الإضافية. ولا شك في أن النقل المفتوح يوفر سهولة وسرعة وانتشاراً، ويكفي أنك تستطيع مشاهدة المباريات في أي وقت ومكان من غير إرهاق، ولا يحتاج الأمر إلى (ترتيبات) مسبقة وبرنامج معد، إذا ما فرض عليك (روتين) الحياة أن تكون في مكان ما وقت مباراة مهمة، حتى إذا كان صالون الحلاقة (مثلاً).
من القرارات المهمة قرار تشكيل لجنة (استراتيجية الرياضة السعودية)، وهي اللجنة التي ستختص بالاتحادات الرياضية السعودية لدراسة وضعها وسُبل تطويرها، ولإعادة صياغة هيكلة الرياضة السعودية عموماً. وحمل تشكيل اللجنة مضامين مختلفة، وحيثيات أخرى غير معتادة في تشكيل اللجان وفي القرار الرياضي، لعل من أهمها البعد عن الأسماء (الكبيرة والمفخخة) التي ترأس اللجان (عادة)، وتضمها، سواء الأسماء (الرسمية أو الأكاديمية أو الاعتبارية)، وإنما تم اختيار أسماء (عملية)، ولاعتبارات (مهنية)، ووفق خلفيات رياضية وتجارب حقيقية تتعلق بالرياضة وما يرتبط بها وبالأدوات العلمية والقدرات والخبرات والتجارب السابقة.. وكل هذه (محفزات) لمزيد من التوقع والتمني والتفاؤل بأن يكون لهذه القرارات بالفعل إضافة وبُعد وخطوات متقدمة في الكرة والرياضة في العاجل المنظور.
كلام مشفر
· من الخطوات المهمة التي أُعلنت (جائزة الكرة الذهبية) التي ستقدمها لجنة المسؤولية الاجتماعية بالاتحاد السعودي لكرة القدم، والتي ترعاها شركة (نجوم الملاعب) للاستثمار والتسويق، وهي (شراكة) أخرى وجديدة بين لجان الاتحاد والشركات الخاصة بالرياضة.
· يرفع المشاهد للدوري السعودي لكرة القدم مع الناقل الجديد شعار (الله لا يغير علينا) فيما يتعلق باستمرار النقل المفتوح للمباريات والكوادر المصاحبة للبرامج والاستديوهات والتعليق، وانتظار أن يكون ذلك كله بمهنية مختلفة وعالية.
· أعتبر أن معالي وزير الثقافة والإعلام هو من دق المسمار الأول في نعش بقاء امتياز النقل الحصري لمباريات دوري عبد اللطيف جميل في القنوات الرياضية السعودية، من خلال مضامين حواره الفضائي الذي كان فيه (سخياً) للغاية وأكثر مما يجب!
· يمتلك الإعلام الرياضي السعودي أسماء وكفاءات مقنعة وجاهزة جداً لإدارة دفة العمل واحتياجات النقل للمباريات، سواء مقدمو البرامج أو المراسلون الميدانيون أو المحللون الرياضيون، بعد أن أكسبتهم التجارب والسنوات القدرة وخبرات السنين.
· غير أن المأزق الحقيقي والكبير ربما يكون في (إدارة) دفة العمل بالكفاءة العالية و(المهنية) المطلوبة بعيداً عن (المؤثرات) التي عانتها بعض مجموعات النقل سابقاً، وأعاقتها كثيراً، وتعاني منها اليوم بعض برامج القنوات الفضائية الرياضية.
· من تلك المؤثرات ـ على سبيل المثال لا التعديد - (المحسوبية) الطاغية، والانحياز الكبير، و(المصالح الشخصية)، والانجراف الواضح خلفها، وتأثير ذلك على العمل والطرح؛ وبالتالي على المنتج والقبول.
· ولعل الحل في ذلك هو إدارة محترفة (ليست محلية)؛ حتى تكون على بُعد ومسافة واحدة من كل الأندية، ولا تكون لها غير مجموعات العمل، والأهم من كل ذلك لا تندفع وترتمي في مجالس أسماء الاحتضان و(الدفيعة)!