قصفت طائرات اميركية عدة مواقع مسلحين متطرفين في شمال العراق مساء أمس الجمعة للمرة الاولى منذ انسحاب القوات الاميركية من بغداد عام 2011، ما يمكن أن يشكل نقطة تحول في أزمة مستمرة منذ شهرين بعد سيطرة مسلحين من جماعات متطرفة على مناطق في شمال العراق وتهجير أعداد كبيرة من المدنيين. وأعلن البيت الابيض الجمعة ان الرئيس باراك اوباما، لم يحدد موعدا لإنهاء عمليات القصف في العراق. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان «الرئيس لم يحدد موعدا لإنهاء» العملية، مستبعدا في الوقت نفسه «مشاركة الولايات المتحدة في نزاع عسكري طويل» ومستبعدا تماما إرسال قوات على الارض. وأضاف ايرنست الجمعة ان التفويض الذي أعلنه الرئيس باراك أوباما بشأن القيام بعمل عسكري محدود في العراق قد يشمل في نهاية المطاف مزيدا من الدعم العسكري لقوات الأمن العراقية لردع مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية بمجرد ان تشكل البلاد حكومة جديدة «لا تقصي أحدا.» معربا بأن الدعم الأمريكي الأولي سيتمثل في القيام بضربات عسكرية لحماية العسكريين الامريكيين العاملين في العراق ومعالجة الوضع الانساني الطارئ في جبل سنجار. لكنه أضاف ان لدى واشنطن ايضا هدفا ثالثا «يتعلق باعتقادنا والتزامنا بتعزيز قوات أمن عراقية وقوات أمن كردية متكاملة ليوحدا البلاد من أجل درء الخطر» الذي يمثله مقاتلو الجماعات المتطرفة. وأكد ان أي دعم أمريكي لن «يطول» ولن يتضمن الدفع بقوات الامريكية الى مواجهات برية بموازاة ذلك توقع رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري بعد هذا القصف ان تشهد بلاده «تغيرات كبيرة خلال الساعات القادمة». وقال زيباري لوكالة فرانس برس «الساعات القادمة ستشهد تغيرات كبيرة. الطائرات الاميركية بدأت بضرب المسلحين في جنوب مخمور وأطراف سنجار» وكلاهما شمال العراق. وأشار الى ان «العملية ستشمل مدنا عراقية تخضع لسيطرة المسلحين « وأوضح زيباري انه تم «تشكيل غرفة عمليات تجمع ضباطا من الجيش العراقي والبشمركة (الكردية) وخبراء من القوات الاميركية، لتحديد الاهداف وتطهير المناطق بمشاركة (مروحيات) طيران الجيش» العراقي. وقال حسين في مؤتمر صحافي في اربيل عاصمة اقليم كردستان ان «قوات البشمركة فقدت 150 شهيدا اضافة الى اكثر من 500 جريح». من جهتها اعلنت الامم المتحدة انها تسعى الى اقامة «ممر انساني» في شمال العراق لتسهيل اجلاء المدنيين المهددين بالموت. كما أعربت فرنسمن جهتها عن «الاستعداد للقيام بدورها كاملا» في حماية المدنيين الذين اعتبرت انهم «يتعرضون لفظاعات لا تحتمل» من قبل المسلحين. وأعلنت بريطانيا عزمها على القاء مواد غذائية بالمظلات في هذه المناطق خلال الساعات الـ48 المقبلة. وتمكنت الجماعات الارهابية من تحقيق مكاسب إضافية الخميس الماضي مع سيطرته على قره قوش اكبر مدينة مسيحية في العراق ثم على سد الموصل أكبر سدود البلاد الذي يغذي بالماء والكهرباء كل المناطق المجاورة له. ودعت بريطانيا رعاياها الى مغادرة منطقة كردستان العراق كما منعت وكالة الطيران الفدرالية الاميركية الطائرات التجارية الاميركية من التحليق في اجواء العراق. وأكدت الحكومة الايطالية في بيان دعمها للضربات الجوية الاميركية في شمال العراق. وأعلنت عدة شركات طيران بينها لوفتهانزا الالمانية والخطوط البريطانية والفرنسية والتركية وطيران الاتحاد الاماراتية، تعليق رحلاتها الى اربيل عاصمة اقليم كردستان لأسباب أمنية.