أكدت منظمة الصحة العالمية اليوم أن وباء الإيبولا المتفشي في غرب إفريقيا حدث استثنائي، وبات يشكل خطرًا صحيًا على المستوى الدولي. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، ومقرها جنيف، في بيان أصدرته إن العواقب المحتملة لاستمرار تفشي الوباء الذي قتل قرابة ألف شخص في أربع دول بغرب إفريقيا خطيرة للغاية، ولا سيما في ظل شراسة الفيروس. وأشار بيان المنظمة بعد اجتماعات استمرت يومين للجنة الطوارئ التي شكلتها لمواجهة الفيروس إلى أن التحرك الدولي المنسق يعتبر ضروريًا لوقف انتشار الإيبولا على مستوى العالم.
من جهته كشف الدكتور عمرو عديني أخصائي الأمراض الجلدية بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان جوانب من أبعاد مرض إيبولا، وذلك بعد أن تم إعلان تفشي المرض في بعض الدول، وتزايد التحذيرات العالمية منه، وتسجيل أول حالة اشتباه لمريض سعودي توفاه الله، وذلك بجمع وتلخيص معلومات مترجمة للغة العربية عن فيروس إيبولا من خلال منظمة الصحة العالمية.
وأوضح د. عديني أن هذا الفيروس من أنواع الحمى النزفية الفيروسية الشديدة، وغالباً ما يكون قاتلاً للبشر وغير البشر، (مثل القرود والغوريلا والشمبانزي)، ويصل معدل الوفاة إلى 90 %، تم اكتشافه لأول مرة في عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالقرب من نهر إيبولا.
مضيفاً بأن هناك خمسة سلالات من الفيروس، هي: فيروس إيبولا زائير، إيبولا السودان, إيبولا غابة تاي كوت ديفوار، فيروس بونديبوجيو وفيروس ريستون. على أن المضيف الأصل الذي ينتشر منه الفيروس غير معروف، لكن استناداً لبعض الأدلة المتاحة يعتقد الباحثون أن الخفافيش هي المضيف الأرجح للفيروس.
مبيناً من خلال هذا الجمع والتلخيص أن تفشي فيروس إيبولا الحالي يتركز في ثلاث دول في غرب إفريقيا: ليبيريا، غينيا وسيراليون، على الرغم من أن هناك احتمالاً لمزيد من الانتشار إلى الدول الإفريقية المجاورة؛ لذلك أرسل مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي 50 مختصاً للمساعدة في السيطرة على المرض.
* أعراض الفيروس:
تبدأ فجأة على شكل حمى نزفية، تشمل أعراضها الحمى والصداع وآلام المفاصل والعضلات والضعف والإسهال والقيء وفقدان الشهية ونزيفاً غير طبيعي ثم الوفاة. وقد تظهر الأعراض بشكل مبكر خلال يومَين فقط حتى 10 أيام من التعرض للفيروس.
* طرق انتقاله:
الاحتكاك المباشر مع شخص مصاب من خلال الدم أو الإفرازات الأخرى، أو عن طريق الإبر، لكنه لا ينتقل عن طريق الهواء؛ فهو ليس مرضاً في الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا، كما أنه لا ينتقل عن طريق الأغذية أو الماء. كما أنه وقعت حالات عدوى عبر مناولة الحيوانات المصابة من الشمبانزي والغوريلا والخفافيش والنسانيس؛ لذلك من المهم الحد من الاحتكاك بالحيوانات عالية الخطر (أي خفافيش الفاكهة، والنسانيس، والقرود).
* طرق الوقاية منه:
منع التلامس مع دم أو إفرازات المصاب من خلال التزام تدابير الوقاية الصارمة (الكمامات، القفازات، العباءات ونظارات واقية) وعزل المريض، وحتى لو توفي فإنه من المهم أيضاً عدم الاتصال المباشر مع الجثث المصابة، ويجب دفنها فوراً. كذلك يجب الحد من الاحتكاك بالحيوانات المصابة بالعدوى وذات المخاطر الشديدة (أي الخفافيش والنسانيس والقردة)،
أما فيما يخص العلاج أو اللقاح المناسب لهذا الفيروس فإنه لم يتم اكتشاف أي علاج له.
أخيراً، نشير إلى أن مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي أصدر تحذير سفر من المستوى 3 يوم 31 يوليو (4 شوال)، ويطلب إرجاء السفر غير الضروري إلى غينيا وليبيريا وسيراليون بسبب المخاوف من تفشي المرض هناك.