فاصلة:
(ليست الثروات هي التي توفر السعادة، إنه استعمال هذه الثروات)
-حكمة عالمية-
وسائل الإعلام التي يعول عليها أن تحسن من صورة المرأة في ذهنية المجتمع هي التي تساهم إما بقصد لأن صناع القرار فيها ذكور لم يتخلصوا من برمجة المجتمع الذكورية، وإما بغير قصد، لجهل بأن صورة المرأة تنعكس بشكل كبير على أدائها وما ينتظره منها المجتمع .
أقول ذلك لانني تابعت بالصدفة برنامج في قناة MBC فكرته تقوم على أن المذيع يستضيف امرأة تدافع عن حقوق المرأة ثم بشكل فجائي وفي الاستديو ترى زوجها ممسكا بيد امراة أخرى في مشهد زفاف وما يتبعه من وجود الشيخ الذي سيعقد قرانهما.
ويتم التركيز على رد فعل هذه المرأة وهي منفعلة وتقوم بسلوكيات تعبر عن انفعالها السلبي كالشتم او ضرب الزوج او عروسه.
وفي نهاية البرنامج يوضح للمرأة أن كل ما رأت كان مفبركا.
مهنيا يمكن أن يكون البرنامج نفسه يمارس الزيف على المشاهد باتفاق جميع الأطراف، وهذا بحد ذاته لا يعبر عن المهنية ولكن في رأيي الإشكالية الأكبر هي فكرة البرنامج التي توحي للمشاهد الواعي أن ثمة خللا، فليس من المعقول أن أحداً من فريق العمل أو الإنتاج أو الإخراج لم يسأل نفسه السؤال الأول في بداية أي مشروع: ما هو الهدف منه؟
وسؤال آخر: ما هو تأثير هذا المشروع على المجتمع؟
من المؤسف أن يكون هناك برامج إعلامية تضعف من صورة المرأة في المجتمع، وبالأخص المرأة التي يفترض أنها واعية ففي الحلقة التي شاهدت استضاف البرنامج امرأة مثقفة يحدثها عن حقوق المرأة وكأن الرسالة هي انظروا إلى المرأة المثقفة التي تخسر مبادئها فقط لأن الزوج تزوج بأخرى
وكأن لا يوجد من بين النساء من تنجح في حياتها بدون الاقتران بزوج!
اذا كان الإعلاميون المنتظر منهم دعم دور المرأة في المجتمعات الذكورية يكرسون تهميشها: فمن - بالله عليكم- يمكن أن يعيد للمرأة العربية صورتها الأصيلة؟!
أقولها للذين يتباكون على نماذج النساء العربية الناجحة في زمن مضى.