بسبب نظرات المراقبة الشديدة من الزبائن أثناء تحضيرها، تشعر أن هناك (أزمة ثقة) بين الغلابة من مدمني التهام (الصبة الصباحية) في محل الفلافل، وبين (أبو العبد) الذي يقول إن (كرشته) هي عنوان تخصصه في (الفلافل المشكلة)، خصوصاً عندما يجلس في محله الذي توسع بمقدم (4 عمال آخرين)، ولازال محافظاً على السعر القديم (3 ريالات) للساندويتش!.
وبالمناسبة يبدو أن اهتمام السعوديين بمراقبة (صبة الفلافل) وضرورة تكامل البيض والطحينة معها..إلخ، يفوق مراقبتهم لـ(صبة المساكن) وضرورة توازن الإسمنت ونسبة الحديد، حيث بات حلم (صبة المنزل) صعب المنال إلا على أصحاب (الكروش) من (أهل القروش)، ممن لا يعنيهم مراقبة (جودة الصبة) التي تتم غالباً في الليل ، لأن من سيسكنه في نهاية المطاف، هم ملتهمو (صب الفلافل) صباحاً!.
نعود (لأبي العبد) الذي نجح في إنهاء أزمة (طابور الفلافل) مع صعوبة الحصول على (كرسي) داخل المحل، بسبب كثرة المساكن المجاورة له، بحلول عصرية كقبول الطلبات بالهاتف لمنع التكدس، على طريقة: (آه شو بدك ؟ ثلاث سندويكات، بدك نفرش لك حمص قبل ما نصب؟! بس هاظ بدوه يكلفك ريال زيادة..)! يعني هي وقفت عليك يا (أبو العبد) و(الريال) الزيادة؟! الأسعار كلها (نار)!.
المفاجأة أن الزبون عندما يحضر يجد أن هناك (فلافل) جاهزة، ويثور غضباً، كيف يا أبو العبد (تجهزون الصبة) وأنا غير موجود؟!.
هنا تهتز (كرشة أبو العبد) ويقوم من كرسيه بعد 4 ساعات من الجلوس المتواصل ليقول: شو (هاظ يا شباب)؟! (عالطبور برضاي عليكو)، ويلتفت للزبون الغاضب ليهمس في أذنه: (بعرفش شو بدي أقولك)؟! بس هاي هي (السندويكات جاهزه)، و(عنا ألف واحد) على قائمة الانتظار، ليجيب الزبون الغلبان (أكيد باخذهم) وأمري لله!.
يبدو أن (أبو العبد) استفاد من حلول (وزارة الاسكان)، فأصبح يصب (الفلافل العصرية) في الليل، ويسخنها للزبائن في (الصباح)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.