كانت خطوة حضارية رائعة وضرورية تلك التي اتخذها رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد، حينما قام برصد وتوثيق كافة الآراء والتغريدات التي تتعرّض له شخصياً بالسب والشتم، أو اتهامه بلا دليل وبأسلوب بعيد عن مستوى نقد العمل، وتقديم شكوى للجهات المختصة ضد كتّابها في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة..
خطوة نتمنى تكرارها والمبادرة باتخاذها من غير الأمير عبد الرحمن، ومن أي رئيس نادٍ أو مسئول، ومن مختلف الأشخاص والجهات والمؤسسات، سواء في المجال الرياضي أو غيره، فهي وحدها العلاج الشافي والقرار الصحيح لإيقاف هذه الفوضى العارمة، والعبث المدمر لاستقرار وبناء ومقدرات البلد وآمال وطموحات أبنائه، لقد أصبحنا أمام أجواء احتقان مفزعة، وصرنا نقرأ ونعلم أولادنا ونعبر عن آرائنا ونصفي حساباتنا، وننال من خصومنا ومخالفينا باستخدام وسائل منفلتة، ولغة هابطة ومؤذية ومهينة لكرامة وآدمية البشر، بغضّ النظر عن صفتهم وانتمائهم ومسؤولياتهم..
من المؤسف أن تصل الأمور وبالذات في (التويتر) إلى هذا الحد من التهور والتمادي في قلة الأدب، وارتكاب حماقة وإثم تجريح الناس وإهانة مشاعرهم، لمجرد الاختلاف معهم في الميول والرؤى والأفكار والقناعات، ولأن الجهات المعنية لم تحرك ساكناً ولم تقم بأية محاولة لإيقاف هذه الفوضى، جاء قرار الأمير عبد الرحمن بن مساعد ليفتح الباب أمام الجميع ليس فقط لحفظ حقوقهم، وإنما لتأديب ومحاسبة ومعاقبة كل من تسوّل له نفسه اللعب بنار الشر والحقد والكراهية ..
النصر خارج الملعب
كشفت نتيجة لقاء السوبر عدم صحة ما كان يتردد الموسم الماضي من أن النصر فاز ببطولتي الدوري والكأس، لأن مسيّريه كانوا يتحدثون ويعملون ويتحركون داخل الملعب وليس خارجه، وثبت أن النتائج وعوامل أخرى مساعدة هي من جعلت النصراويين يبتعدون عن الحديث عن تحكيم أو غيره، بدليل ما سمعناه وتحديداً من الإعلام المحسوب والقريب من إدارة النصر بعد خسارة السوبر ضد الحكم فهد المرداسي ولجنة الحكام وحتى أمانة اتحاد الكرة ولجنة الانضباط بل وصل الأمر إلى اتهام الرئيس العام الأمير عبد الله بن مساعد بالتدخل والتأثير على قرارات الحكم، هذه مجتمعة أكدت أن العقليات والأفكار والثقافات كلها تتشابه، وأن اللغة تتغير وتتحول إلى عقلانية أو متوترة أو هادئة أو ساخطة أو راضية حسب النتائج..
ما كان يرفضه النصراويون من الإعلاميين ومن الشبابيين بعد ما حدث من الحكم مرعي عواجي في لقاء الفريقين النصر والشباب في الدوري، أصبحوا هم أنفسهم يرددونه وبلغة قاسية فيها طعن صريح بذمة ونزاهة وأمانة الحكم المرداسي، لدرجة أن هنالك من ذكر أنه حصل عن طريق حساب زوجته على مبالغ مالية كرشوة، ما دفع المرداسي إلى رفع قضية ضد من وجه إليه هذا الاتهام الخطير، والأمر نفسه ينطبق على ما قيل عن لجنة الانضباط بعد قرار إيقاف حسين عبد الغني، على العكس تماما من ذلك الدفاع المستميت عن اللجنة بعد قراراتها الغريبة والمثيرة للجدل في الموسم الماضي..
ما قيل وتردد بعد السوبر والجولات الأولى من الدوري ضد الرئيس العام، وكذلك العديد من اللجان بما فيها لجنة المسابقات والاحتراف اللتين تم تصنيفهما على انهما الأفضل والأبرز الموسم الماضي، يجعلنا نتوقع ان الموسم الكروي الحالي سيكون مزعجا وصعبا وملتهبا وعاصفا، خصوصا في ظل وجود منافسين كثر على بطولة الدوري، على النقيض مما كنا عليه الموسم الماضي حين انحصرت المنافسة فقط في فريقي الهلال والنصر وهذا يدفعنا للمطالبة بإقرار أنظمة واضحة وحازمة تقف في وجه هذا النوع من التجاوزات الإعلامية، وتوفر الأجواء المناسبة لكل مخلص ومتحمس للعمل والبذل والتطور والارتقاء..
شماعة الممثلين!
انتشرت في الأيام الأخيرة وعلى أثر عقوبة حرمان جمهور الاتحاد من حضور مباراة فريقه أمام العين الإماراتي آسيويا مقولة إننا لم نعد مؤثرين ومهمين في قارة آسيا بسبب ضعف ممثلينا في الاتحاد الآسيوي، وهي مقولة خاطئة في مفهومها، ومربكة في قبولها والتعامل معها كحقيقة وهدف لابد من تحقيقه..
من غير المعقول أن نرمي أخطائنا وتقصيرنا باتجاه هذه المقولة والاقتناع بها لتبرير فشلنا كرويا او إداريا او تنظيميا على مستوى الاتحاد والمنتخبات وكذلك الأندية في مشاركاتها الخارجية، هنالك دول عديدة متطورة ومتفوقة آسيويا مثل اليابان وكوريا وإيران، رغم أنه لا يوجد لها أي ثقل او حضور قوي ومؤثر على صعيد الممثلين لها في لجان الاتحاد الآسيوي، وعلى العكس تماما نجد ان الدول التي تحظى بتواجد لافت وكبير في الاتحاد شبه غائبة عن المنجزات والبطولات القارية..
أي مندوب لنا في الاتحاد الآسيوي مهما بلغت مكانته وقوة شخصيته وتأثيره لن يحول إخفاقنا الى إنجاز، أضف الى ذلك ان ما كان يحدث في السابق لن يكون ممكنا في ظروف ومتغيرات وشفافية هذه المؤسسات الدولية في الوقت الراهن ، لذلك وبدلا من التركيز والاستسلام لهذه النظرية المحبطة وغير العملية، علينا ان نهتم بمشاكلنا ونعترف بأخطائنا ونبحث عن الحلول لها من الداخل ووفق تصرفاتنا وطريقة إدارة انفسنا، وعندها سنكون في القمة ومع النخبة أندية ومنتخبات حتى لو لم يكن لنا أي تمثيل في أي اتحاد آسيوي او دولي..
من الآخر
· نعم الحضور الجماهيري مهم وداعم للفريق لكن مع هذا يخطئ الهلاليون كثيراً اذا اقتصر تركيزهم على هذا الجانب في لقاء الغد أمام السد دون الاهتمام بالأمور الفنية والإدارية والتحضيرية للفريق..
· كان مشهد الجماهير لفريقي الاتحاد والأهلي في ملعب الجوهرة أمام الفتح وهجر جميلا ومثيرا ومدهشا، أكد ان ملعبهما البائس هو ما كان يمنعها فيما مضى من الحضور بنفس الكثافة..
· بالمناسبة، الحضور اللافت لجماهير النصر الموسم الماضي هو من أغرى واستفز جماهير الأندية الأخرى هذا الموسم ..