بعد تسع سنوات من الغياب، توجهتُ هذا الصيف إلى أبها مع العائلة، لأجدها قد تغيرت كثيراً؛ فقد زادت كثافة العمران، وبدا واضحاً زيادة الشقق المفروشة والفنادق. وصلتُ عبر الطائرة، وقرأت لوحةً، كُتب عليها (مطار أبها الدولي)، لكن رحلتنا القادمة من الرياض نزل ركابها من الطائرة عبر السلم العادي؛ ليستقبلنا المطار المحلي القديم ذاته، وإن بدا مزيناً ببعض القطع التراثية من الداخل..
وقد علمتُ بأن المطار سيتم تحويله إلى مطار دولي لاحقاً. نأمل أن يتم ذلك على خير.
فكرة القرية الشعبية المجاورة لفندق الإنتركونتننتال كانت جميلة؛ إذ ابتهجنا بحضور الفعاليات البسيطة هناك، التي تتحدث بشكل أساسي عن تراث المنطقة. كان الحضور بسيطاً؛ ربما لأن حضورنا كان في نهاية المهرجان؛ إذ لم يتبقَّ سوى يومَيْن على نهايته!
راجعتُ أحد مكاتب السفر هناك يوم الخميس الموافق 21 أغسطس، وسألت عن إمكانية وجود رحلات جوية. أجابني الموظف بأنه لن تتوافر رحلات إلى الرياض قبل العاشر من ذي القعدة، أي بعد أسبوعين تقريباً..! وهذا أمر عجيب؛ فمن المدهش ألا تتوافر لدينا رحلات داخلية من وإلى أهم مدينة سياحية في السعودية؟!
الحديث عن أبها بوصفها مدينة سياحية حديث ذو شجون؛ فقد بدا واضحاً ارتفاع أسعار الشقق والفنادق على ذوي الدخل المتوسط، لكنني سأتحدث عن جانب آخر أكثر أهمية، ذلكم هو جانب النظافة، الذي من المؤسف جداً ألا يكون حسب المأمول. في بعض المناطق - على سبيل المثال - إحدى الشقق المفروشة على شارع رئيسي كانت تحيط بها النفايات من كل جانب، وبشكل أوضح من الخلف. وقد بدا الإهمال واضحاً جداً للعيان، من خلال عبوات المياه البلاستيكية المنتشرة على الأرض. أيضاً الأوراق والمناديل الورقية، إضافة إلى كثير من النفايات الأخرى.
بدت حديقة المسجد الكبير نظيفة جداً، لكن خلفيتها، التي تقع في الجهة الجانبية من هذه الشقق، بدت مهملة جداً!
المنطقة الأخرى التي تثير الألم والأسى منطقة (السوده)، التي تتميز بالجو اللطيف جداً، وتزينها الأشجار الطبيعية. كُتب على أحد المداخل تنبيه للمواطنين للمحافظة على النظافة، وأن صاحب المركبة سيُعاقَب في حال وُجدت النفايات حول مركبته. لكن الملاحظ كثافة النفايات، وعدم وجود رقابة إطلاقاً. كان يمكن ببساطة لبعض الموظفين المسؤولين في أمانة المدينة التجوُّل بشكل مفاجئ بين فترة وأخرى، وإجبار الشخص المخالف على دفع غرامة بحيث تُسجَّل عليه مخالفة، وتؤخذ معلومات عن مركبته. أما ترك الأمر هكذا على عواهنه فلن يأتي بنتيجة أبداً.
الجدير بالذكر أنني قد وجدت خبراً منشوراً بتاريخ 4 يونيو 2014 في صحيفة المواطن الإلكترونية، يقول إنه تم التعاقد مع إحدى شركات النظافة بمبلغ قدره 232 مليون ريال. هذه الشركة لا أعلم هل بدأت أعمالها أم لا تزال في فترة الاستعداد و(التسخين)؟ وإذا كان الأمر كذلك، ألا توجد شركة نظافة سابقة؟!