يتباشر عرب الجزيرة العربية بظهور نجم سهيل الذي يظهر في سماء جزيرة العرب في (25) أغسطس معلنا انقشاع رياح سموم الصيف اللاهب وانصراف حرارته وبداية دخول الخريف.
لا أدري لماذا ربطت ما بين نجم سهيل وبين الربيع العربي الذي كان للغرب ربيعا مزهرا وكان علينا نحن العرب جحيما سعيرا، كان العرب ينظرون إلى الربيع العربي وثورات شعوبه عام 2010م أنها خلاص من حكومات العسكر والبدء بالحكومات المدنية في: تونس، مصر، ليبيا، اليمن، سورية، العراق. لكن تكشف للعرب وبالتجربة أنه جحيم العرب وأبشع صوره في سورية وليبيا والعراق حيث القتل في الطرقات ولا هناك أي رادع إنساني أو ديني أو أخلاقي.
العرب تحتفل بظهور نجم سهيل في سماء صحاري: الجزيرة العربية، الصحراء الكبرى في الشمال الإفريقي والمغرب العربي، وصحراء العراق الجنوبية، وبادية الشام، لأن رياح الشمال القادمة من حوض البحر الأبيض المتوسط تهب معها رياح أوروبا الباردة، فتغدو أجواء العرب مشبعة بمياه الحوض المتوسط ومعها حبات المطر. وتهب على أرض العرب رياح المحيط الهندي وبحر العرب الرياح الموسمية تأتي من الجنوب مشبعة بمياه محيط الهند، تسقي أمطارها أطراف الجزيرة العربية الجنوبية. ومن الشرق تهب علينا رياح سيبيريا من أقاصي الأراضي الروسية. أما من الغرب فتأتي رياح مثقلة من المحيط الأطلسي من أمريكا الشمالية فتطبق علينا بكل ثقلها أشبه بالذاريات.
في المنطقة العربية تتقاطع الرياح بالسياسة وتتلاقح ببعضها، فكما تهب رياح أوروبا من الشمال، تهب ضغوط وأطماع الاتحاد الأوروبي.وكما تهب رياح الشرق من سيبيريا، تهب أطماع روسية في الأرض العربية وخلجانها الدافئة. وكما تهب علينا رياح المحيط الهندي وبحر العرب، تهب علينا المخاوف من قلاقل اليمن ومن القاعدة وأفغانستان والقرن الإفريقي. أما الرياح الثقال التي يأتي بها المحيط الأطلسي من الغرب، تهب علينا رياح الحلف الأطلسي المحملة بالتغيرات والتقلبات السياسية، حلف أطلسي وقوات أمريكية تجوب بحار ومحيطات العالم دون أن تستأذن من أحد، احتلت العراق 2003م ثم سمحت للربيع العربي يحدث الفوضى التي تريدها.
العرب في كل سنة بانتظار نجم سهيل ليخلصهم بإذن الله من رياح سموم الصيف، ويدعون الله أن يخلصهم من سموم رياح الغرب وروسية وأطلسي أمريكا والرياح المسمومة التي تأتي من اضطرابات اليمن والقاعدة.