تعددت أساليب تفريخ التطرف نتيجة لتمكُّن العقلية الدوغمائية في خطابنا الديني والتربوي والثقافي، حيث نفتقد للتجديد والتحديث والتماهي مع المستجدات الفكرية، فالعقلية الدوغمائية (Dogmatic Mind) لا تمتلك القدرة على أن تعمل بصورة متجددة متحركة، بل هي تعمل بصورة روتينية مستمرة تتسم بالتقليد والامتثال والتكرار والاجترار، ومن الطبيعي أن تكون النتائج ذات طابع تكراري اجتراري رتيب معروفة نتائجه مسبقاً!
لا يُوجد إزاء كل أدبيات النقد والامتعاض من سطوة فكر التطرف مشروعٌ فكري منافس يمتلك التمكُّن اللازم القادر على حلحلة هذه الدوغمائية المتمكنة.
تظهر مشاريع فكرية تتبناها بعض الجهات لا ترقى لمستوى المنافسة للمشاريع الدوغمائية!
وحين ترى قوائم أسماء الأعضاء تجد فيها الأقارب والأنساب والأحباب!
لا منهجية ولا معايير ولا رؤية واضحة!
دوغمائية عارمة تضرب أطنابها في مختلف الأنشطة تفرِّخ عقولاً جامدة لا تهتم إلا بما هو مستهلك ومستهجن يجعل صاحبه عبداً أسيراً لمتع الحياة، أو متطرفاً يقود نفسه والآخرين طواعية لطريق الموت!
ليس لنا من طوق نجاة - بعد الله - إلا التعليم، هو وحده من يمتلك القدرة على تفكيك هذه العقلية الاجترارية التي لا تنتج إلا فكراً مجتراً، وهو وحده يمتلك القدرة على إذابة الجمود وفتح آفاق جديدة وتحريك الآسن من الماء، لكن كيف؟ ومتى؟