السبت الحادي عشر من ذي القعده 1435هـ الموافق السادس من سبتمبر 2014م، وفي صالة عبدالله القصبي في المركز السعودي للفنون التشكيلية، موعدا لثنائي يجمع الكثير من القواسم والجوامع المشتركة في مستوى الوعي والثقافة التشكيلية مع اختلاف سبل التنفيذ أبطاله الفنانون نهار مرزوق وصادق غالب مع رشة من بهار تزيد المعرض طعما آخر يمثله مشاركة الفنان محمد الرباط كضيف شرف.
هذا المعرض يعد الأول لهذا الموسم يشعل الشراكة التشكيلية ويحرك ساكنها بعد فترة طويلة من الركود في مثل هذه المشاركات الثنائية وما فوقها ذات المسميات التي تبرز عدد المشاركين، الأربعة أو الخمسة زائد واحد أو معرض الستة إلى آخر المنظومة، التي تتوقف كثيرا وإن عادت فهي غير متكافئة، أصبح فيها هذا المعرض وفي بداية موسم الأنشطة مثال للتلاحم بين اثنين من الفنانين الأكثر نشاطا الفاعلين وأصحاب الحضور والتمثيل لهذا الفن في كثير من المناسبات فالفنان نهار مرزوق مدير فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في جدة يوصف بسفير الفن السعودي وصاحب الأعمال اللونية الجاذبة للذائقة، يقابله الفنان صادق غالب اليمني الجنسية الذي نقل رحيق جمال طبيعة (اب) التي جمع فيها نخبة من الفنانين العرب في فترة ماضية في ملتقى استلهموا فيه ذلك الجمال. متمكن صاحب خبرة عالية في الواقعية ومتحكم في تناول الجديد من حداثة الفن.
أما ضيف الشرف فإبداعه شاهد لا ترد شهادته أثرى الساحة بتجربة عالية الرهافة والشفافية والعمق في الفكرة واختزال الجمال.
يقول الفنان نهار مرزوق عن مشاركته (أرسم لوحات أشبه ما تكون بمحاكاة لما حولي، ومن يقف أمامها يشرب منها حتى يرتوي إنموذجاً متميزاً يتبعه تجديد.
أريد من لوحاتي تنتقل بك من كتلة لونية إلى أخرى متسمة بالعذوبة والرقة والفراغات والحروفية في تبادلية إيحائية رشيقة ما بين الحرف واللون والتشكيل المرهف الذي يتخلص من ثرثرة التفاصيل.
إنّ المشهد الّذي يمكن رسمه عن هذه الأعمال التشكيلية التي أرسمها حالياً قوامها نصوص أدبيّة عدة ومتنوّعة وما يفرّق بينها لا يقلّ عمّا يجمع بينها. إنّها فسيفساء من النّصوص السّرديّة تحكي الحياة من حولي وتحتاج إلى التّصنيف والتّحديد والتّعريف. وهو ما أطمح بتواضع إلى تحقيقه في المعرض الثنائي مع الفنان صادق غالب في تزامن بين اللون والتشكيل وبهذه المناسبة أشكر المركز السعودي للفنون التشكيلية لاستضافته لهذا المعرض وجعله في غرة بداية هذا العام التشكيلي).