يتأمل آخر الممر
لعله يجد بصيص أمل
لا شيء غير خطوات رتيبة
تذهب وتعود..
الزمن لا يزال باكرا
والصباح حذر كذئب
ينذر بمزيد من الغبار والقتامة.
الزمن بمفترق طرق،
والفال يلهث
في وأد المتاهة بيننا.
عامل يرتب للمتثاقلين
شيئا من إفطارهم، وروتين
أعمالهم..
الهاتف معطل، والحاسوب
لم يستيقظ بعد،
ولم يفك حتى الآن
عقاله.. ورمزه
السرية أو المعلنة.
لم يحن بعد صخب
الممرات..
أتراه هدوء يسبق العاصفة؟
وزمن تتراخى فيه
العاطفة، وتلجم الفرحة في مهدها.
عالم يرتب فيه
الشاب لا بل قل عنه: الأشيب
أوراقه وسني حياته..
سيعبر راحلا
كمن سبقوه في سيرة
هبوط مفاجئ وتلويحة وداع
لا طعم فيها.
وكأنما الرجل المثقل
في صباح كهذا يتحين فرصة
الرحيل عبر متاهة
قد تطول أو تقصر.
بات خطو الرجال في الممر
أكثر وجيباً، ورائحة القهوة
تطرز المكان ، ورجل خمسيني
يذعن لمطالب الرحيل..
ويقرأ في عيون من حوله،
بل ومن بين كلمات الرفاق
متى تعبر إلى الضفة هناك..؟
أما تعبت من سهر الرمل ومن
مكابدة الحياة..؟!
أما آن لك أن تنتزح راحلاً بعد سني
الدأب.. شكايتك لم تعد بيضاء هادئة..
أراك تجأر بالعتب.. لماذا..؟!
أأعيتك السبل وبت هرم إلى هذا الحد..؟!