ثمانية من المحرضين وقعوا في قبضة الأمن - قبل أيام -، استهدفوا - مع الأسف - صغار السن، ممن تتراوح أعمارهم بين العشرين، والخامسة والعشرين عاما؛ للانضمام إلى القتال في صفوف تنظيمي «داعش»، و»النصرة»، بعد أن صاحبه نشاط كبير على مستوى التجنيد، والاستقطاب؛ ولتصبح المعركة مع قوى الإرهاب طويلة، وممتدة، لكونها قادرة على التخفي، ومحاولة تحقيق أهدافها في نشر الفكر المنحرف، والدعوة إليه، والتغرير بالأجيال الشابة.
كان من أبرز نقاط الحدث، تقديم الموروث الجهادي الخاطئ من الآباء إلى الأبناء، وتبنيهم الفكر التكفيري، وذلك منذ ظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان، - مرورا - بالغزو الأمريكي للعراق، - وانتهاء - بالتنظيمات التي انشقت عنه؛ من أجل محاولة تمرير الأفكار المتطرفة لهذه الفئة، وذلك وفق استراتيجية الجماعات المتطرفة.
وبحسب بيان وزارة الداخلية السعودية فإن من بين أفراد التنظيم، مجموعة من النساء اللاتي يشتبه في تورطهن بأعمال إرهابية، والعمل على تنظيم تجمعات نسائية على صلة بتلك الأفكار المنحرفة؛ لتثير سطورا بالغة الألم، وذلك فيما يتعلق بقضايا عديدة، لعل من أهمها على الإطلاق: أن الخطاب الموجه من تلك التنظيمات الإرهابية لاستهداف المرأة، يمثل ظاهرة سلبية؛ من أجل إشراكها في دعم عمليات إرهابية لوجستية، - إضافة - إلى دعمها المعنوي لتلك العمليات.
سيتمثل دور علمائنا الأفاضل في بيان الحقائق بالرؤى الشرعية الصائبة، والمنظور الإسلامي المتزن؛ لتفعيل الانتماء، وتغذية الفكر الصحيح في النفوس بقراءة علمية واعية؛ من أجل إبطال الأفكار المنحرفة، ومحاصرة مغذياته، بعيدا عن منهج ردود الأفعال، - خصوصا - وأن السمات الظاهرة لتلك الأفكار المنحرفة، تتمثل في حداثة أعمارهم، وخفة عقولهم، وقلة علمهم الشرعي.
في سياق جهودها لملاحقة الشبكات الإرهابية، سيبقى النموذج الأمني السعودي متصدرا المشهد العالمي، وذلك في معركته مع تلك الآفة التي ابتلينا بها، متمثلا ذلك في الضربات الاستباقية الموجعة، التي تتعرض لها تلك الخلايا النائمة، وإجهاض ما كانت تخطط له من أعمال إرهابية، وإفشال مخططاتها، - ولاسيما - وقد عكست تلك الأحداث - اليوم -، تداخل، وتشابك مصالح، ونفوذ عديدة القوى، والمؤثرة على مجريات الساحة؛ من أجل تشويه صورة الإسلام الناصعة، وإعادة التوتر، والاحتقان السياسي، والاجتماعي في المنطقة.